[همة عالية، ومشروع الكتروني لتفسير القرآن لم يكتمل]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2007, 09:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وردتني رسالة على بريدي بتاريخ December 30, 2005 11:33 PM وهو يوافق الجمعة 28/ 11/1426هـ هذا نصها:
الاسم: عادل التركستاني
الرسالة: إخواني فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسار عن رغبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية فى التعاون فى إخراج موسوعة كتبها أحد عشرة باحثاً واستغرقت ثلاثة عشرة عاما وتتميز بتيسير فهم كتب أمهات التفسير ويتكلف إخراجها مبلغ خمسة مليون ريال سعودي؟
أرجو الاجابة والله يديم عليكم نعمه ورحماته.
أخوكم / عادل
فطلبت منه مزيداً من التفصيل حول هذه الفكرة، ومعلومات عن القائمين عليها، فأجابني بالرسالة التالية:
أخى الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للتفصيل حول الموسوعة
فهي موسوعة فى تفسير القرآن الكريم بنيت على أساس تقسيم الكتابة فى التفسير بناء على نوع التفسير فمثلا عند رغبة القارئ معرفة معنى الآية فسيصل الى معنى الآية فقط دون أي شرح آخر واذا أراد ااستزادة فما عليه الا الطلب وكذلك لو أراد اعراب كلمة وليس لفظ فسيصل الى اعراب الكلمة فقط، واذا أراد معرفة الأحكام الفقهية من الآية فسيصل فقط للأحكام الفقهية وهكذا فكل نوع من أنواع التفسير مستقل بدراسة خاصة به.
وقد وضعت المعلومات بتوثيق من الكتب الأمهات.
وروعي فى هيكل الدراسة توافقه مع النشر على الانترنت وسهولة التوصل الى المعلومة اضافة الى سهولة اضافة دراسات جديدة اذا لزم الأمر.
أما بالنسبة للقائمين عليه
فقد قمت بإنشاء الفكرة واختيار المشرف والإنفاق المادي على الموسوعة حتى اليوم
أما الباحثين فيشرف عليهم شيخ سوري سبق له التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و كذلك بالمدارس الحكومية ومنهجه منهج أهل السنة والجماعة وقد اختار الباحثين من طلبة العلم الذين درسو على يده
وأود أن أبين أن معالي الشيخ صالح بن حميد وعدد آخر من المشايخ والمتخصصين قد أطلعوا على تفسير جزء عم وأثبتوا أن العمل جيد ويستحق الإهتمام ولدي كتابات متعددة فى هذا الموضوع
أتمنى أن أكون قد أوضحت ما يجب ايضاحه
أخوكم /عادل التركستاني
فشكرته على فكرته، ورجوت له التوفيق حينها، وأخبرته أنه ليس لدينا من الإمكانيات المادية ما يؤهلنا لمساعدته. ومرت الأيام سريعاً ونسيت الأمر تماماً، حتى كان يوم الإثنين 27/ 4/1428هـ، وبعد أن أنهينا اجتماعاً في مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في مقر الجمعية بكلية أصول الدين بالرياض، طلب منا زميلنا الكريم الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ أن نلتقي بأخ اسمه عادل تركستاني من أهل مكة المكرمة، وقد حضر من مكة لعرض مشروع علمي على الجمعية، ويرغب في مقابلة من يسمح له الوقت من أعضاء مجلس الإدارة، فكانت الفرصة مناسبة لبعضنا للحضور والمشاركة في اللقاء، فذهبت والدكتور مساعد الطيار والدكتور عادل الشدي والدكتور سالم الزهراني والدكتور العباس الحازمي والدكتور عماد زهير حافظ والدكتور إبراهيم الحميضي واجتمعنا بالأخ عادل تركستاني، وقد استغربتُ أنه يعرفني عندما قال له الدكتور عماد: عبدالرحمن الشهري. فقال: عبدالرحمن بن معاضة؟ قلت: نعم!
ثم بدأ الأخ عادل تركستاني بالتعريف بمشروعه، وأفاض في ذلك، وأنه منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً وهو ينفق على هذا المشروع من راتبه الخاص هو وزوجته معاً، وأنه انتهى الآن من المادة العلمية، وأصبح جاهزاً لإدخاله للحاسب الآلي، ونشره. ويرغب أن تتولى الجمعية الإشراف على هذا المشروع لكونها جهة ذات اختصاص، ولديها صبغة رسمية وعلمية تؤهلها لذلك بخلاف جهات كثيرة اعتذرت عن تبني هذا المشروع كما ذكر.
علماً أن الأخ عادل تركستاني متخرج من قسم الحاسب الآلي ثم درس بعد ذلك في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، وعني بالتفسير وأحبه، فأحب أن يعمل في مشروع يجمع بين الحاسب الآلي والتفسير.
ثم دار نقاش طويل معه حول المنهجية، وتفصيلات كثيرة، ختمها الدكتور عادل الشدي نائب رئيس الجمعية بشكره، وأن هذا اللقاء سيكون بداية تعارف، وستدرس الجمعية طلبه وتجيبه لاحقاًُ إن شاء الله، وقد أعطى الجمعية نسخة من تفسير جزء عم في مجلد كبير أخذه الدكتور مساعد الطيار لينظر فيه ويقومه.
وقبل ثلاثة أيام وفي مكالمة هاتفية مع أخي الكريم الدكتور العباس الحازمي قال: هل تذكر الأخ عادل تركستاني الذي التقينا به؟
قلت: نعم.
قال: لقد توفي يوم أمس الثلاثاء 28/ 4/1428هـ بسكتة قلبية، وصلي عليه في مكة.
قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
أسأل الله للأخ الكريم عادل قربان تركستاني الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله الصبر والاحتساب، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.
لقد كان متحمساً لمشروعه، ويرغب في إنجازه في أقرب فرصة، ويطلب أن نبدأ في المشروع، وأنه لا داعي للتأجيل أكثر من ذلك، وأن هذا سيكون مشروعاً عالمياً على الانترنت ينتفع به كثيرون. ويمكن التوسع فيه مستقبلاً بحيث يكون موسوعة في التفسير على الانترنت تشتمل على كل جوانب التفسير. وقد توجس بعض الزملاء من استعجاله في البدء بالمشروع مع الجمعية، فلما سمعتُ نبأ وفاته، علمتُ أنه كان يدفعه دافع غريب إلى تسويق مشروعه ونشره قبل أن يطويه الموت، ويموت مشروعه بموته، حتى إنه تردد في تسليم نسخة تفسير جزء عم للجمعية ضناً بفكرته، ثم قرر في اللحظة الأخيرة أن يسلمه، ومات في اليوم التالي.
لقد عاش - حسب قوله - مع هذا المشروع، وسافر كثيراً من أجله، وأنفق كثيراً من أجله، ووصل الآن إلى مرحلة متقدمة، ولم يبق إلا أن يصمم الموقع على الانترنت، وتودع المادة العلمية المجموعة في الموقع.
رحمه الله، ولا حرمه أجر هذا العمل، وقيض لمشروعه من يكمله على أكمل وجه.
في 6/ 5/1428هـ
¥