تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظام التجانس: قانون الحالات الأربع لسور القرآن]

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jun 2007, 11:49 م]ـ

(1) قانون الحالات الأربع لسور القرآن (نظام التجانس)

[ملاحظة: سأطرح الموضوع مختصرا ما أمكن وأستبعد الجداول والاحصاءات]

الجزء الأول:

تمهيد - تحديد المفاهيم:

القرآن الكريم: كتاب ختم به الله الكتب السماوية , أنزله على نبي ختم به الأنبياء بدين عام خالد ختم به الأديان. وهو حجة الرسول صلى الله عليه وسلم وآيته الكبرى (معجزته) يقوم شاهدا ناطقا بنبوته، دليلا على صدقه وأمانته.

ولما كان الإسلام خاتمة الأديان، فقد اقتضت حكمة الله أن تكون معجزته " القرآن "صالحة للبقاء إلى قيام الساعة،فأودع فيه من أسرار الإعجاز ما لا يمكن لجيل من الأجيال، أو لعصر من العصور الإحاطة بها .. فلكل جيل فيه نصيب، ولكل عصر فيه نصيب. يذهب جيل ويأتي جيل، وتتطور المعارف والعلوم، ويظهر في كل جيل من وجوه إعجاز القرآن ما لم يكن معروفا من قبل. ويظل التحدي قائما، وإعجاز القرآن شاهدا ودليلا على أن القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم كما يزعم المرتابون والمشككون بالقرآن، إنما هو تنزيل من حكيم حميد

[لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (فصلت 41/ 42)

عدد سور القرآن 114 سورة:

يتألف القرآن – على النحو الذي وصلنا عليه – من 114 سورة، أوله سورة الفاتحة المؤلفة من 7 آيات وآخره سورة الناس المؤلفة من 6 آيات، أما مجموع أعداد الآيات في سوره فهو: 6236 آية. وتتفاوت أعداد الآيات في سوره طولا وقصرا، فأقصرها سورة الكوثر المؤلفة من 3 آيات، وأطولها سورة البقرة المؤلفة من 286 آية.

ومن المعلوم أن القرآن نزل مفرقا في 23 سنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس، ثم جمع في النهاية على نحو مغاير تماما لترتيب نزوله.

ولعل السؤال الأهم الذي أثارته هذه المسألة: ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟ لقد كان من الممكن أن ينزل القرآن مفرقا حسب الأحداث والحاجات وأن يرتب أولا بأول. فلماذا لم يكن ذلك؟

لماذا رتبت سورة الفاتحة في بداية المصحف وهناك من السور ما نزل قبلها؟ لماذا عدد آياتها سبع؟ لماذا كانت سورة البقرة هي الثانية؟ ولماذا عدد آياتها 286 آية وليس 287؟ لماذا جاءت بهذا العدد الكبير من الآيات وهناك سور قصيرة جدا؟ لماذا تم تجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله وليس العكس؟ لماذا افتتحت من بين سور القرآن 29 سورة بالحروف الهجائية المقطعة وليس 30 سورة؟ لماذا فصلت سورة القلم وهي إحدى السور المفتتحة بالحروف عن أخواتها في ترتيب المصحف، فرتبت في النصف الثاني من القرآن على حين جاء ترتيب السور الثماني والعشرين الأخرى في النصف الأول؟ ..

الأسئلة في هذا الباب كثيرة، ولا شك أن الذي انتهى إلى القول أن ترتيب القرآن لا يخضع إلى أي نظام عقلي أو منطقي قد طرح هذه الأسئلة أو مثلها على نفسه وهو يتفرس في طريقة ترتيب سور القرآن وآياته، ولما لم يجد جوابا لأي منها خلص إلى القول بأن ترتيب القرآن فوضوي.

ليس هدفنا هنا أن نكرر ما قيل في هذه المسألة قديما كان أو حديثا، ما نود قوله هنا: لماذا لا يكون ترتيب القرآن وجها من وجوه إعجازه؟ أليس من المنطق أن يليق ترتيب القرآن بصاحبه؟ وهل من المنطق أن نلمس سمة الترتيب المحكم في كل مظاهر الكون وأن نفتقدها في القرآن؟ أليس خالق الكون هو منزل القرآن؟ فهل يرتب الله كل شيء فيه ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة ويستثني من ذلك كتابه الكريم؟ 000

في هذا البحث رؤية جديدة تكشف عن بعض أسرار القرآن في ترتيبه، وتؤكد أن اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل أحدهما عن الآخر, فكما أن القرآن معجز في لغته وبيانه معجز في ترتيب سوره وآياته، وأن هذا الوجه (الجديد) من الإعجاز لا يقل أهمية عن أي وجه آخر، بل لعله الوجه المناسب لتقديم القرآن إلى الآخرين باللغة التي يفهمها الجميع كل بلغته.

ولا يعني ذلك أنه بديل لما هو معروف من وجوه الإعجاز، بل هو إغناء لتلك الوجوه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير