[هل توحيد مناهج العلوم في كليات الجامعات والدراسات العليا مطلب صحيح وممكن؟]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 May 2007, 04:44 م]ـ
من الملاحظ أن التعليم في الفترة الأخيرة في المملكة العربية السعودية يدخل منعطفًا تاريخيًا، وذلك بإنشاء جامعات جديدة، ودمج كليات المعلمين وكليات البنات بالجامعات.
وقد أحدث هذا التطوير والتغيير النوعي نظرًا جديدًا في المناهج التي تُدرَّس للطلاب.
ولئن كان الباعث لكتابتي هذه ما ذكرته، فإن ما أتساءل عنه يفيدنا نحن المسلمين في شتى أقطار الأرض.
وإن مما يلاحظ في تكوين المناهج ثم تقويمها أنها تقوم على عدد من الأعضاء قد لا يتجاوزون العشرة، وهؤلاء يقررون مصير المقررات الدراسية، ويضعون ما يرونه صالحًا للتدريس، وليس في هذا غضاضة إذا كان القائمون عليها ممن عُرفوا بالعلم وحسن النظر والتخطيط، لكن الأمر المهم في هذه القضية ـ وهو الذي لا يكاد يوجد ـ أنه بعد إقرار هذه المقررات وتدريسها فإنه قد يظهر خلل في بعضها يحتاج إلى تغيير مفردة في مقرر، أو تبديل مقرر بمقرر، أو حذف مقرر بكلمله لعدم مناسبته للطلاب فلا يكون متيسرًا بل يلزم أن يمرُّ بمرحلة طويلة جدًا، وقلَّما يُستصلح منها شيء؛ وإذا رأيت الإجراءات التي قامت للتغيير رأيتها أشدَّ من مرحلة تقريره أول مرة.
ولأجل هذا فإنني أضع تساؤلات حول هذا الموضوع، ولعله يحظى بمشاركات فعالة من الأعضاء الكرام.
أولاً: هل توحيد المقررات على الأقسام المتناظرة في كليات الجامعات مطلب صحيح أو لا؟
ثانيًا: لو كان هذا المطلب صحيحًا، فهل يمكن تطبيقه؟
ثاثًا: إذا أمكن تطبيقه، فمن الجهة المخولة بهذا؟
رابعًا: إ ذا بان لنا الجهة المخولة بهذا، فماهي الآلية المناسبة للقيام بهذا المشروع؟
خامسًا: ألا يحسن أن تُحدَّد المناهج الجامعية ومناهج الدراسات العليا بسنتين أو ثلاث سنين، ثم يعاد فيها النظر مرة أخرى للتعديل أو التبديل إن كانت تحتاج لذلك؟
ولا شكَّ أن ههنا سؤالٌ كبير، وهو مالفائدة من توحيد المناهج؟
فأقول: لا يخلو تطبيق منهج ما من فوائد، ومن فوائد توحيد المناهج أن الطالب يمكنه التنقل من جامعة إلى جامعة دون أن يخسر ساعات أو فصلاً أو فصولاً بسبب عدم ملاءمة مواده للمواد التي تُدرَّس في تلك الجامعة، مع أن مسمى التخصص واحدٌ.
هذه فكرة طرأت عليَّ، ولعل في نقاشها نفعل لمن يتولون زمام إعداد المناهج، وهناك أفكار أخرى لعلي أطرحها إن شاء الله كلما منِّ الله بصفاء الذهن وانعدام الشغل إن شاء الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2007, 02:23 م]ـ
حينما تكتب بعض الموضوعات تتوقع أن تجد من الردود الكثير، بل تتوقع أن يكون من الكثير كثيرٌ يفيدك في ذلك الموضوع، ولكن ....
لقد كنت منذ زمن تساورني هذه الفكرة، وكانت تستجدُّ حينما أرى طالبًا جاء من جامعة ما يريد الانضمام إلى القسم الذي أُدرِّس فيه، ويطلب معادلة المواد، وكانت تستجدُّ حينما يُعرض عليَّ منهجٌ لمركز علميِّ خيري أو جهة تعليمية رسمية، ثم سرعان ما أنصرف عنه نسيانًا له إذ تتراكم عليه المشاغل والمشكلات الحياتية والعلمية فيذهب في غورٍ بعيد.
ولما أردت أن أسطِّر هذه الفكرة كنت على عجل، فقلت في نفسي إما أن تُطرح لعل الله يبعث من يدرسها، وإما أن تعود إلى مدفنها مرة أخرى، فاخترت الأولى، وكتبت رأس الفكرة لكي لا تندَّ، وكم أتمنى ـ إن كانت الفكرة ذات بال ـ أن تناقش وتُدرس من قِبَل المتخصصين.
لقد دعيت في هذا الفصل من أكثر من جهة رسمية وخيرية إعداد مناهج أو تعديلها، فأحسست بأن ما سأطرحه في هذه القضية أمر مهم، وجدير بالدراسة من جهتين:
الأولى: توحيد مفردات بعض المناهج:
إن توحيد بعض المقررات له سابقة في تاريخ التعليم الإسلامي منذ نشوء الجامعات والمراكز الإسلامية منذ القرن الرابع.
وإن إلقاء نظرة على على بعض كتب التفسير التي لقيت عناية من الشيوخ أو من مدارس العلم الإسلامي تعطيك فكرة عما أريد أن أطرحه هنا.
وانظر مثالاً لذلك: تفسير الزمخشري، وتفسير البيضاوي، وتفسير الجلالين، والشاطبية والمقدمة الجزرية، فهذه الكتب صارت محلاًّ للدراسة والتعليق والشرح والاستدراك.
الثانية: تعليل اختيار المفردات:
¥