[(تدبر القرآن وتعليم التفكير) حلقة إذاعية للدكتور خالد الدريس حفظه الله]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2007, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عرفت أخي الكريم الدكتور خالد بن منصور الدريس من قريب بعد انتقالي للعمل في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، وهو أستاذ مشارك في تخصص السنة النبوية، وأحسبه من الباحثين المتميزين في تخصصه، أسأل الله أن يزيده علماً وتوفيقاً. ومع قصر المدة التي عرفت أبا عبدالله فيها، إلا أنني أشعر في تعامله معي وتعاملي معه كأنني أعرفه من سنوات طويلة، لدماثة خلقه، وتواضعه ونبله وفقه الله، وقد جرى يوماً حديث بينه وبين أحد الزملاء حول إحدى حلقات برنامجه الذي يقدمه في إذاعة القرآن الكريم بعنوان (تعليم التفكير)، فدفعني حبي للمعرفة إلى السؤال عن هذا البرنامج المثير من عنوانه، والذي لم يسبق لي أن سعدت بسماع أي من حلقاته، فأخبرني حفظه الله أنه قد بلغ عدد حلقاته ما يزيد عن الثمانين أو أكثر من ذلك وأن له عناية قديمة بهذا الموضوع والدراسات حوله. ثم علمت منه أن كثيراً من حلقات هذا البرنامج قد سجلت بواسطة أحد المواقع الدعوية على الانترنت، وكم للأنترنت عندنا من يد بيضاء!
فذهبت إلى الموقع واستمعت إلى عدد من حلقات هذا البرنامج، فلم أستغرب جودة البرنامج لمعرفتي بأبي عبدالله وعمق تفكيره، وحسن عرضه لما يريده من مسائل العلم.وقد وقعت على حلقة من هذه الحلقات بعنوان (تدبر القرآن) فرأيت أن أنقلها للملتقى لصلتها به، ولأتخذها ذريعة لأدعوكم في هذا الملتقى العلمي المتخصص في الدراسات القرآنية لاستماع بقية الحلقات الماتعة لهذا البرنامج المميز، سائلاً الله تعالى لأخي العزيز الدكتور خالد بن منصور الدريس مزيداً من التوفيق والنجاح، وأن ينفع الله بعلمه.
الرياض في 29/ 3/1428هـ
تدبر القرآن
23 - 1 - 1427هـ
لفضيلة الشيخ الدكتور /خالد بن منصور الدِّريس - كلية التربية بجامعة الملك سعود.
الأربعاء:
23/ 1/1427هـ
"تعليم التفكير"
برنامج أسبوعي من إعداد وتقديم: د/خالد بن منصور الدِّريس
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أيّها المستمعون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنّ من أظهر الأدلة على عناية القرآن الكريم بالتفكير والاهتمام به, ما جاء في ثناياه من أمرٍ بتدبره في آيات عديدة, منها قوله جلّ شأنه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وكذا قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وتدلّ هذه الآية الكريمة على أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو: التدبر والتفكر في معانيه ومقاصده وأحكامه, لا مجرد التلاوة على عظم أجرها.
والمقصود بتدبر القرآن: هو التفكر الشامل في معاني عباراته ودلالاته, مع التفهم لمقاصده ومراميه البعيدة.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في بيان أهمية التدبر:
"ليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن، وجمع الفكر على معاني آياته, فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشرِّ بحذافيرهما, وتعطيه فرقانًا ونورًا يفرّق به بين الهدى والضلال, وتعطيه قوةً في قلبه وحياةً واسعة, وانشراحًا وبهجة وسرورًا, فيصير في شأن والنّاس في شأن آخر".
ولأهمية التَّدبر وعظم شأنه فقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليال, كما في الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقلَّ من ثلاث) أخرجه أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن حكمة هذا النهي: أن الختم في أقل من ثلاث؛ يضعف معه التدبر ويقل.
ويدل الحديث على أن فقه القرآن وفهمه والتفكر في معانيه ومراميه أفضل وأنفع من التلاوة بدون ذلك.
أحبتي في الله: لو سُئل أحدنا: أيهما أفضل: قراءة عشرة أجزاء في ليلة؟ أو تدبر آيةً واحدةً في ليلة بأكملها؟؟
في ظنكم ماذا سيكون جواب الأكثرين؟؟
¥