تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إعجاز الترتيب في سورة الطارق]

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Jun 2007, 03:38 ص]ـ

[إعجاز الترتيب في سورة الطارق]

مدخل إلى ترتيب القرآن:

من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 سورة وأنها جاءت في مجموعتين:

29 سورة افتتحت بحروف هجائية نحو: ألم. حم. ن. ق ..

85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف. هذا العدد يساوي 5 × 17.

هذه الملاحظة والتي لا تخفي على أحد مدخل مهم للكشف عن كثير من أسرار الترتيب القرآني. ومن تلك الأسرار ظاهرة ترتيب سورة الطارق.

لماذا سورة الطارق:

بشيء من التدبر يمكننا أن نلاحظ ارتباط سورة الطارق بالعددين 29 و 17. فهي السورة الوحيدة بين سور القرآن المؤلفة من 17 آية، وهي السورة التي تتوسط سور النصف الثاني من القرآن (السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف)، أي أنها السورة رقم 29 بهذا الاعتبار.

عدد آيات سورة الطارق:

عدد آيات سورة الطارق 17 آية، ورقم ترتيبها في المصحف 86.فهل هي مصادفة أن يكون عدد آياتها 17 وليس18 مثلا؟ وهل هي مصادفة أن يكون ترتيبها في الموقع الذي يتوسط سور النصف الثاني من القرآن؟

(سور النصف الثاني: هي السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف)

مدخل:

لنبدأ العد ابتداء من سورة الفاتحة، سنجد أننا بعد أن نصل في عد سور القرآن إلى العدد 85 والذي هو 5× 17، نكون قد وصلنا إلى موقع ترتيب سورة الطارق الوحيدة بين سور القرآن المؤلفة من 17 آية.

(مجرد ملاحظة: عدد أوقات الصلاة هي: 5 وعدد الركعات المفروضة على المسلم في كل يوم وليلة هو: 17)

موقع مميز لسورة الطارق:

تتوسط سورة الطارق سور النصف الثاني من القرآن، هذا الموقع يجعلها تحتل موقعا مميزا بين هذه السور:

عدد السور قبلها 28 سورة (من سورة المجادلة إلى سورة البروج).

عدد السور بعدها 28 سورة (من سورة الأعلى إلى سورة الناس).

بهذا الاعتبار فهي السورة رقم 29 أنى نظرت إليها، ابتداء من سورة المجادلة أو من سورة الناس. ما وجه الإعجاز هنا؟

للإجابة على هذا السؤال سنعد جدولا بسور النصف الثاني من القرآن يوضح لنا أعداد الآيات في هذه السور متخذين من العدد 17 عدد آيات سورة الطارق محورا للقياس.

قليلا من التأمل في الجدول الذي أعددناه سنكتشف رائعة من روائع القرآن في ترتيب سوره وآياته.

من روائع الترتيب القرآني:

لقد جاءت السور ال 28 المرتبة قبل سورة الطارق كما هو واضح في الجدول:

6 سور عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية.

22 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية.

وجاءت السور ال 28 المرتبة بعد سورة الطارق:

6 سور عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية.

22 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية.

(لاحظ الترتيب: 6 و 22: 22 و 6)

مجموعتان من السور متماثلتان عدديا:

إن من السهل أن نستنتج هنا أن سور النصف الثاني من القرآن – غير سورة الطارق محور الترتيب - مجموعتان:

عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 17 آية (عدد آيات سورة الطارق) هو: 28، كما أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية هو: 28 أيضا.

إن ما نشاهده هنا يدل على أن هذه السور قد جاءت من أعداد محسوبة من الآيات , ورتبت في مواقع مخصوصة لتشكل في النهاية نظاما في غاية الإحكام والإتقان، نظام يشير إلى مصدر القرآن وينأى به عن الشبهات.

هل هناك من تفسير آخر؟

(هذا النظام هنا هو احد الأنظمة الداخلية، أي أن سور النصف الثاني تخضع لنظام داخلي خاص بها، لكنها في الوقت نفسه تخضع للأنظمة العامة التي يشمل كل منها جميع سور القرآن، نحو نظام التجانس والنظام العددي .. هذا النسيج الرقمي يجعل محاكاة الترتيب القرآني أمرا مستحيلا .. ).

هل كان الصحابة يعرفون شيئا عن هذه العلاقات؟ فرتبوا هذه السور على أساسها؟

ولعله من الواضح أن زيادة أو نقصان آية في أي سورة هنا، سيخل بهذا النظام المحكم. والسؤال: ما السر أن هذه السور قد وصلتنا بهذه الأعداد وبهذا الترتيب؟ هل هي مصادفة؟ لقد كان كافيا أي زيادة أو نقصان ليختفي هذا التوازن، فلماذا لم تتدخل المصادفة وتحدث هذه الزيادة المفترضة؟ أليس في هذا ما يؤكد أن القرآن محفوظ بتعهد من الله؟

الاختلاف في العدد:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير