[هذه هي رسالة فرنسا الحضارية للجزائريين؟؟؟]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 Jun 2007, 07:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
[هذه هي رسالة فرنسا الحضارية للجزائريين؟؟؟]
يشرفني أن أرسل لهذا المنتدى المبارك أول مقالة من دراسة تاريخية تحت عنوان " هذه هي رسالة فرنسا الحضارية للجزائريين؟؟؟ " جمعت فيها من بطون الكتب و من الوثائق- المتوفرة لدي- و معظمها مستقاة من كتاب " تاريخ الجزائر الثقافي " للدكتور ابو القاسم و هي شهادات على قامت به فرنسا من أعمال مخزية في محاربة القرآن الكريم و اللغة العربية و حرمان الشعب الجزائري من التعليم، و اعتمدت على شهادات الفرنسيين خصوصا و الغربيين عموما و نادرا ما استشهد بكتابات الجزائريين أو المسلمين حتى ينطبق عليهم المثل: " من فمك أدينك " و قول رجال القانون: " الاعتراف سيد الأدلة ".
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحملة الفرنسية التي نزلت طلائعها الاستعمارية على الأرض الجزائرية بمنطقة سيدي فرج شرق الجزائر العاصمة ذات صباح من شهر جويلية سنة 1830 م قد أفصح قادتها عن الهدف الحقيقي من استعمارهم لهذه البلاد الاسلامية، فها هو الجنرال دوبومرون يخاطب حنوده بعدما استولى على مدينة الجزائر قائلا: " لقد جددتم عهد الصليبين؟ "
كتب بوجولا POUJOULAT و هو رحالة فرنسي وثيق الصلة بالماريشال بيجو أحد أشهر رجال الحرب الفرنسيين والحاكم العام للجزائر، و بأسقف الجزائر دوبوش MGR. DUPUCH ، قلت كتب يصف ما دار بينه و بين الماريشال بيجو من حديث في كتابه " سفر الى الجزائر VOYAGE EN ALGERIE ص 285 و 298 ما ترجمته: ((قال لي الماريشال بيجو يوم قابلته في منزله:" ماذا جئنا نعمل في إفريقيا؟ " فأجبته: " لكي نواصل العمل الذي بدأه لويس السابع و سان لويس، .... إن الحرب التي تخوضها سيدي [الماريشال] في إفريقيا انما هي حلقة من حلقات الحروب الصليبية " وكان يصغي إلي باهتمام ووافقني الرأي .. )) أ. هـ.
بعد مصادرة الأوقاف و نفي العديد من العلماء و ترهيب الباقين، ترك الفرنسيون التعليم يموت دون الإعلان عن ذلك رسميا: إشتغلوا بالإستيلاء على الأراضي و توطين أبنائهم فيها و محاربة المقاومين، و أهملوا كل ما يتعلق بتعليم الجزائريين. و بعد حوالي عشر سنوات أخذ بعض مسؤولي المكاتب العربية (وهم عسكريون) يكتبون التقارير عن وضع التعليم عند المسلمين (الجزائريين) و موقفهم من المدرسة الفرنسية عموما. و من هذه الكتابات تقرير الجنرال بيدو، و تقرير فاليري، و تقرير الجنرال دوماس، و تقرير ليبيشو، ثم تقرير ديهو تبول. ففي فترة الأربعينات من القرن الماضي، نصبت لجان رسمية، وزار الجزائر أمثال أليكسس دي طوكفيل، و خرجوا جميعا برأي عن تجربة التعليم في الجزائر ماضيا و حاضرا. و يتخلص هذا الرأي فيما يلي:
1 – الإستمرار في إهمال التعليم العربي الإسلامي و عدم رد الأوقاف إليه، رغم تشبت السكان به و مقاطعتهم المدرسة الفرنسية.
2 – إنشاء تعليم مزدوج خاص بالجزائريين تدرس فيه اللغة العربية على أن تكون فيه الفرنسية و علومها هي السيدة، إبتداء من سنة 1850.
3 – ترك التعليم في الزوايا الريفية و المعمرات على ما هو عليه مع مراقبة برنامجه و معلميه حتى لا تكون الزوايا مراكز لمعاداة الفرنسيين. و قد إعترفت جميع التقارير بأن التعليم العربي الإسلامي كان منتشرا بين الجزائريين بشكل ملفت للنظر قبل الإحتلال، و أنهم بقوا متشبثين به رغم مصادرة الأوقاف و هجرة العلماء أو نفيهم.
يقول لويس رين في تقرير له حول التعليم في الجزائر: " كان القرآن [الكريم] في الجزائر هو كل شيء، هو المعلم و التعليم .... لقد كان هدف فرنسا منذ 1830 هو الحط من التعليم القرآني و تعويضه تدريجيا بتعليم أكثر عقلنة و أكثرعلمية، و بالخصوص أكثر فرنسة (فرنسية). و قد نجحت فرنسا (و هو يكتب سنة 1884) في الفصل بين الدين و التعليم وقد كانا في الماضي لا ينفصلان"أ. هـ.
¥