تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح]

ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 02:01 م]ـ

[منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاّ إله إلاّ الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد ,,,

فأنا في هذا البحث المتواضع أسلط الضوء على أحد أعلام التفسير، وأذكر منهجه التي اعتمده في تفسيره من خلال سورة نوح.

وكما هو معروف أن لكل واحد من أهل العلم من المفسرين منهج وأصول اعتمد عليها في سَيْره في تفسير كلام الله تعالى.

وهذا المنهج والأصول تختلف من حيث التعامل معها من مفسر إلى آخر، حسب التوجه العقدي للمفسر، أو حسب الظروف السياسية أو المالية أو الاجتماعية التي كان يمر بها.

الفصل الأول: التعريف بالمفسر وبالسورة:

المطلب الأول: التعريف بالمفسر وذكر بعض مؤلفاته:

المسألة الأولى: التعريف بالمفسر:

الزمخشري (467 - 538هـ)

قال عنه الذهبي في سير النبلاء: العلامة، كبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي، صاحب " الكشاف " و " المفصل ".

رحل، وسمع ببغداد من نصر بن البطر وغيره. وحج، وجاور، وتخرج به أئمة.

وكان مولده بزمخشر - قرية من عمل خوارزم - في رجب سنة سبع وستين وأربع مئة.

وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، وله نظم جيد. ()

(وقد قال في الكشاف يمدحه: إن التفاسير في الدنيا بلا عدد وليس فيها لعمري مثل كشافي إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته فالجهل كالداء والكشاف كالشافي)

المسألة الثانية: مؤلفات الزمخشري:

ألَّف الزمخشري تصانيف عديدة في صنوف المعرفة المختلفة،

1 - ففي تفسير القرآن الكريم ألف كتابه الكشاف الذي وصف بأنه لم يصنَّف قبله مثله. وفي تفسير الحديث صنف كتاب الفائق،

2 - في اللغة كتاب أساس البلاغة.

3 - في النحو فقد صنف كتبًا كثيرة منها: المفصل، وقد اعتنى بشرحه خلق كثير، والأنموذج، والمفرد، والمؤلَّف، وشرح أبيات كتاب سيبويه،

4 - في الأمثال: المستقصي في أمثال العرب. كما أن له كتبًا في علم الفرائض، والأصول، والفقه والأمالي في كل فن، وله شعر جميل.

المطلب الثاني: التعريف بالسورة:

المسألة الأولى: نوع السورة:

سورة نوح من السور المكية.

المسألة الثانية: فضل السورة:

- ذكره الزمخشري في تفسيره هذا الفضل لهذه السورة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأ سُورةَ نُوحٍ، كَانَ مَنَ المُؤمِنْينَ الَّذينَ تُدركُهمْ دَعْوَة نُوحٍ عليْهِ السَّلامُ». ولا يثبت هذا الحديث.

المسألة الثالثة: المحور الرئيسي للسورة:

هو الدعوة.

المسألة الرابعة: أغراض السورة:

1 - وصف تجربة من تجارب الدعوة لله وما جرى فيها.

2 - بيان الصراع بين الحق والباطل وأنه سنة الله في الكون.

3 - بيان حقيقة أنّ العاقبة للحق مهما ارتفع الباطل فالعاقبة للمتقين.

4 - ضرب المثل للمشركين- قريش – بقوم نوح وتحذيرهم من أن يَحِلَّ بهم ما حَلَّ بقوم نوح بسبب الكبر عن الحق، والكفر بالله وبرسوله. ()

5 - التمثيل لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بحال نوح عليه السلام وحال قومه. ()

المسألة السادسة: الافتتاح بالسورة:

افتتحت السورة بالتوكيد (إنَّا) للاهتمام بالخبر، إذ ليس المقام مقام رد إنكار منكر، ولا لدفع شَكّ عن متردد في هذا الكلام، وكثيرًا ما يَفْتتح بلغاءُ العرب أولَ الكلام بحرف التوكيد لهذا الغرض. ()

المسألة الخامسة: الوحدة الموضوعية للسورة:

ذكر صاحب ظلال القرآن كلامًا جميلاً وهو:

هذه السورة كلها تقص قصة نوح عليه السلام مع قومه؛ وتصف تجربة من تجارب الدعوة في الأرض؛ وتمثل دورة من دورات العلاج الدائم الثابت المتكرر للبشرية، وشوطاً من أشواط المعركة الخالدة بين الخير والشر، والهدى والضلال، والحق والباطل.هذه التجربة تكشف عن صورة من صور البشرية العنيدة، الضالة، الذاهبة وراء القيادات المضللة، المستكبرة عن الحق، المعرضة عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان، المعروضة أمامها في الأنفس والآفاق، المرقومة في كتاب الكون المفتوح، وكتاب النفس المكنون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير