[الأصل القرآني للبدء بالحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:15 م]ـ
الأدلة العملية والنقلية على بداءته صلى الله عليه وسلم بكتابة البسملة،أو البدء بالحمدلة في الخطب،والكتابات = كثيرة،وما جرى عليه الأئمة من بعده أشهر من أن يذكر.
لكن الذي أعجبني، هو انتزاع ذلك من القرآن في كلام ذكره القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى ـ في سورة النمل ـ: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل/59])، حيث يقول:
(وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه، وإنزاله من قلوبهم المنزلة التى يبغيها المستمع.
ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله، وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل علم مفاد، وقبل كل عظة، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون، فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهانى، وغير ذلك من الحوادث التى لها شأن) انتهى.
وهذا ـ في نظري ـ انتزاع بديع، جعلني أردد: كم في القرآن من علوم وكنوز مخبوءة؟! وكم ترك الأول للآخر؟!
فنسأل الله تعالى الكريم من فضله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2007, 06:17 ص]ـ
هذا الكلام المنقول عن القرطبي هو للزمخشري بنصه كما في الكشاف. قال: (وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين، والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه، وإنزاله من قلوبهم المنزلة التي يبغيها المسمع. ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله عزّ وجل وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل علم مفاد وقبل كل عظة وتذكرة، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهاني وغير ذلك من الحوادث التي لها شأن.) الكشاف - (ج 5 / ص 92)
وقد نقل الألوسي قوله هذا، وتعقبه بقوله: (ولعل جعل ذلك تخلصاً من قصص الأنبياء عليهم السلام إلى ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع المشركين أولى.)
وهذا الذي ذهب إليه الألوسي قرره ابن عاشور واعتمد في تفسيره، فقال: (لما استوفى غرض الاعتبار والإنذار حقه بذكر عواقب بعض الأمم التي كذبت الرسل وهي أشبه أحوالاً بأحوال المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالكتاب الذي أنزل عليه، وفي خلال ذلك وحَفَافيه تسلية النبي صلى الله عليه وسلم على ما يلقاه من قومه أقبل الله بالخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يلقنه ماذا يقوله عقب القصص والمواعظ السالفة استخلاصاً واستنتاجاً منها، وشكر الله على المقصود منها.
فالكلام استئناف والمناسبة ما علمت. أمر الرسول بالحمد على ما احتوت عليه القصص السابقة من نجاة الرسل من العذاب الحال بقومهم وعلى ما أعقبهم الله على صبرهم من النصر ورفعة الدرجات. وعلى أن أهلك الأعداء الظالمين كقوله {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} [الأنعام: 45] ونظيره قوله في سورة العنكبوت (63) {قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون} وقوله في آخر هذه السورة (93) {وقل الحمد لله سيريكم} الآية. فأمر الرسول بحمد الله على ذلك باعتبار ما أفاده سوق تلك القصص من الإيماء إلى وعد الرسول بالنصر على أعدائه. فقوله قل الحمد لله} أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بإنشاء حمد الله. وقد تقدمت صيغة الحمد في أول الفاتحة.
وعطف على المأمور بأن يقوله من الحمد أمر بأن يتبعه بالسلام على الرسل الذين سبقوه قدراً لقدر ما تجشموه في نشر الدين الحق.) التحرير والتنوير - (ج 10 / ص 300).
وجاء في تفسير البحر المحيط - (ج 8 / ص 484) ما نصه: (لما فرغ من قصص هذه السورة، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بحمده تعالى والسلام على المصطفين، وأخذ في مباينة واجب الوجود، الله تعالى، ومباينة الأصنام والأديان التي أشركوها مع الله وعبدوها. وابتدأ في هذا التقرير لقريش وغيرهم بالحمدلة، وكأنها صدر خطبة لما يلقى من البراهين الدالة على الوحدانية والعلم والقدرة. وقد اقتدى بذلك المسلمون في تصانيف كتبهم وخطبهم ووعظهم، فافتتحوا بتحميد الله، والصلاة على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعهم المترسلون في أوائل كتب الفتوح والتهاني والحوادث التي لها شأن. وقيل: هو متصل بما قبله، وأمر الرسول عليه السلام بتحميد الله على هلاك الهالكين من كفار الأمم، والسلام على الأنبياء وأتباعهم الناجين.).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Apr 2007, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً أبا مجاهد ..
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:17 م]ـ
شكر الله لكم هذه الإفادة