تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسات تاريخية عن القرآن الكريم و علومه في الجزائر]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[06 Jun 2007, 12:33 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

يشرفني أن أنقل لكم سلسلة من المقالات التاريخية عن تفسير القرآن الكريم و علومه في الجزائر من كتاب " التاريخ الثقافي للجزائر " من تأليف الدكتور أبو القاسم سعد الله، فإن رأيتم أن هذا النقل مفيد لهذا الملتقى المبارك و إلا فنبهوني لأتوقف عن نقل الباقي و بارك الله فيكم.

أولا: التفسير

... يمكن أن نتناول التفسير من ناحيتين ناحية التدريس و ناحية التأليف أما تدريس التفسير فقد كان شائعا بين العلماء البارزين و من الذين اشتهروا بذلك محمد بن علي أبهلول و ابن للو التلمساني و عبد القادر الراشدي القسنطيني و أبو راس الناصر و رغم أننا لا نملك الوثائق الآن فإن أمثال سعيد قدورة و أحمد بن عمارة و سعيد المقري (1) ربما تناولوا أيضا التفسير في مجالس دروسهم التي اشتهروا بها و من الطبيعي أن نقول إنه ليس كل من تناول التفسير أجاد أو جدد فيه ذلك أن ظاهرة التقليد و الحفظ كانت مسيطرة على العلماء في جميع الميادين و من بينها ميدان التفسير فنحن نتصور أن معظم المفسرين للقرآن الكريم في مجالس الدروس كانوا يكررون في غالب أقوال المفسرين المتقدمين و قلما يخرجون عليها برأي جديد يتلائم مع العصر.

و من جهة اخرى فإن الوثائق تعوزنا في الوقت الراهن فليس هناك ما يدل على نوع الطريقة التي كان يستعملها أمثال أبهلول و ابن للو و الراشدي أثناء درس التفسير فقد روى سعيد قدورة أن الرحال كانت تشد إلى شيخه محمد بن علي أبهلول لشهرته في علوم التفسير و الحديث و ما شابهها و روى قدورة أيضا أن شيخه قد وصل في تفسيره إلى سورة الإسراء قبل أن يقتل سنة 1008 (2) فهل كان الشيخ أبهلول يملي تفسيره إملاء أو كان يلقيه إلقاء على طلابه هذا ما لا تفصح عنه الوثائق و الظاهر أن الشيخ كان يفسر باللسان و لا يسجل بالقلم ذلك أن الذين ترجموا له تحدثوا عن براعته في عدة علوم أخرى و لكنهم لم يتحدثوا عن كتب أو تقاييد له فهو إذن من المدرسين في التفسير و ليس من المؤلفين فيه و لا نتوقع أن يكون تفسير أبهلول تفسيرا حيا أو مبتكرا و إنما نتوقعه تفسيرا تقليديا منقولا عن السابقين مع قليل من ذلاقة اللسان و بيان العبارة لأن الشيخ كان مشهورا أيضا بحذق العروض و المنطق و النحو و هي علوم تساعد على فهم القرآن و جودة تفسيره.

و عندما ترجم أبو حامد المشرفي لابن للو التلمساني قال عنه إنه قد ختم تفسير القرآن الكريم في الجامع الأعظم بتلمسان و كان والد المشرفي معاصرا أو قريبا من زمن ابن للو فهو الذي حدث ابنه أبا حامد بأن ابن للو قد فسر القرآن حتى ختمه و قد عرفنا في الجزء الأول أن ابن للو كان غير راض على الأوضاع السياسية بتلمسان و أنه كان ساخطا على العثمانيين حتى انه أمسك بلحية القائد حفيظ التركي ورد عليه هديته من السمن و الدقيق و يكفي ابن للو أنه كان أستاذا لعدد من الطلاب الناجحين و على رأسهم الشيخ محمد الزجاي (3) الذي اشتهر أمره أيضا أوائل القرن الثالث عشر و نحن لا نستغرب أن يعمد ابن للو إلى تفسير القرآن الكريم و يتصدى لذلك حتى يختمه بالجامع الأعظم فقد عرف عنه أيضا أنه كان من الأدباء الحاذقين حتى أن أبا حامد المشرفي جعله "خاتمة أدباء تلمسان

هوامش:

(1) ذكر ابن حمادوش في رحلته أنه حين زار الشيخ أحمد الورززي المغربي مدينة الجزائر سنة 1159 اجتمع إليه الطلبة (العلماء) و طلبوا منه أن يريهم كيف يبتدئ المدرس درس التفسير ففعل و كان ذلك في الجامع الكبير انظر التفاصيل و الدرس الذي ألقاه في رحلة ابن حمادوش من تحقيقنا نشر المكتبة الوطنية الجزائر 1983.

(2) سعيد قدورة مخطوطة رقم 422 مجموع الكتب الوطنية تونس انظر أيضا أبو حامد المشرفي (ياقوتة النسب الوهاجة) ستأتي ترجمة قدورة في الفصل التالي.

(3) عن محمد الزجاي انظر فصل السلك الديني و القضائي في جزء واحد.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Jun 2007, 05:13 ص]ـ

جزاك الله خيرا ياأخانا الكريم أابا مريم الجزائري

تابع

فنحن بحاجة إلى مثل هذه الدراسات

وإن كان الكتاب على النت

فضع رابطه هنا

لكي يستفيد منه الجميع

وشكرا

ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Jun 2007, 09:02 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير