تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من قائل (فيه كل شيء إلا التفسير) يعني تفسير الفخر الرازي]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Apr 2007, 04:58 م]ـ

يقف الباحث عند بعض العبارة المشهورة المنقولة وقفة تأمل، ويبحث عن جذورها، وعن أول من قال بها، فإذا به يُفاجأ بغموض في تاريخها، ومن تلك العبارات؛ العبارة الشهير في نقد تفسير فخر الدين الرازي (ت: 606) التي يقول قائلها: (فيه كل شيء إلا التفسير)، وقد راجعت (المكتبة الشاملة) لعلي أظفر بصيد، فوجدت نقلاً مبهمًا عند أبي حيان في تفسيره، ونقلاً آخر عند الصفدي في وفاياته، وقد نسب الصفدي العبارة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، والسؤال: هل نقف عند هذه المعلومة، وننسبها إليه، أو إن هناك من قالها قبله، وكان هو ناقلاً لها؟

مع العلم أني لم أقف عليها في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية حسب وسعي.

أما عبارة أبي حيان (ت: 745): (وقد تكلم المفسرون هنا في حقيقة النسخ الشرعي وأقسامه، وما اتفق عليه منه، وما اختلف فيه، وفي جوازه عقلاً، ووقوعه شرعاً، وبماذا ينسخ، وغير ذلك من أحكام النسخ ودلائل تلك الأحكام، وطوّلوا في ذلك. وهذا كله موضوعه علم أصول الفقه، فيبحث في ذلك كله فيه. وهكذا جرت عادتنا: أن كل قاعدة في علم من العلوم يرجع في تقريرها إلى ذلك العلم، ونأخذها في علم التفسير مسلمة من ذلك العلم، ولا نطول بذكر ذلك في علم التفسير، فنخرج عن طريقة التفسير، كما فعله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، المعروف بابن خطيب الري، فإنه جمع في كتابه في التفسير أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير. ولذلك حكي عن بعض المتطرفين من العلماء أنه قال: فيه كل شيء إلا التفسير).

وأما عبارة الصفدي (ت: 764): (وقال لي يوماً الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس: ما أعجب إلا من فخر الدين كونه وضع تفسيراً أنت من أين والتفسير من أين كما أعجب من تقي الدين ابن تيمية كونه يرد على فخر الدين وابن سينا، فقلت له: ما القياس صحيحاً ولا المسألتان متقابلتين لأن الإمام إذا عمل تفسيراً يحسن أن يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا فينقل أقوال المفسرين ولكن إذا أخذ الآية وذكر أدلة الشافعية منها وأدلة الحنفية منها وبحث بين الفريقين من هو الذي يجري معه في ذلك الميدان وإن كان الشيخ تقي الدين أقعد بعلم الرواية.

وقلت يوماً للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي: قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام: فيه كل شيء إلا التفسير، فقال قاضي القضاة: ما الأمر كذا إنما فيه مع التفسير كل شيء انتهى).

وقد نقلت الكلام من قولهما بطوله لما فيه من الفوائد الجانبية، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر؛ أنتوضأ منه، فقال الشفيع الحبيب (هو الطهور ماؤه الحِلُّ ميتته).

وأرجو ممن له في هذا تحقيق أن يفيد في هذا النقل.

ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Apr 2007, 06:00 م]ـ

هذه العبارة (فيه كل شيء إلا التفسير) غير صحيحة، وإن قيلت على سبيل المبالغة، ومن طالع هذا التفسير علم صدق ذلك، فكم فيه من المعاني واللطائف والاختيارات التي لا تكاد توجد في غيره، ولذك وصف أبو حيان من أطلقها بالتطرف، وأما كون مؤلفه أدخل فيه أشياء كثيرة ليست من التفسير فهو أمر معلوم، ولم ينفرد بذلك فإن كثيراً من كتب التفسير نحت هذا المنحى على تفاوت بينها.

هذا وأرى ألا نشتغل بالبحث عمن أطلق هذه العبارة وما مراده بها؛ إذ التفسير بين أيدينا نعرف مافيه.

ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

جزاك الله خيرا أخي مساعد فأنت سباق لكل فضيلة وقد عزمت على أن أكتب حول هذه العبارة (فيه كل شيء إلا

التفسير) والتي من خلال القراءة في هذا التفسير وجدت فيه مالم يذكره غيره من لطائف ومباحث رائعة وتيقنت أن

الصواب (فيه التفسير و كل شيء) وكما تفضلت وتفضل المشائخ قد يتطلب الأمر معرفة من قالها، على أني أميل

إلى معرفة ما فيه من علم وتحقيقات دون الاشتغال بقائل هذا العبارة والله أعلم

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:55 م]ـ

هذا التفسير الكبير بحاجة إلى من يختصره ويهذبه ويخدمه؛ وهذا في نظري عمل جليل وفيه نفع كبير للباحثين.

فأسأل الله أن يهيأ له من يقوم بهذه المهمة.

ـ[السائح]ــــــــ[12 Apr 2007, 08:01 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

ما قولكم - نفع الله بعلمكم - فيما اشتهر عن ابن خطيب الري من إيراده الشُّبَه نقدا، وتركه الرد عليها نسيئة؟

ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[12 Apr 2007, 11:30 م]ـ

مقصود شيخ الإسلام أنك تجد الرازي أحياناً يكثر من ذكر آراء كثيرة، لكن الرأي الراجح لا يذكره بالمرة. ومثل شيخ الإسلام على ذلك، لكن هذا في آيات محدودة. فكأن المقولة قد استشهد بها الصفدي وغيره في غير موضعها، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير