[هل تأتي "ظن" بمعنى اليقين في القرآن الكريم؟ "موضوع للنقاش"]
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[30 May 2007, 05:44 ص]ـ
أريد من الإخوة الأفاضل في المنتدى أن نتثير معهم موضوع "ظن" في القرآن الكريم، وهل ترد بمعنى اليقين؟
فأريد أن نشبع هذا الموضوع بحثا ومناقشة، ولي رأي سأذكره متأخرا بعد أن أقف على ما عند الإخوة الفضلاء
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2007, 01:10 م]ـ
الأستاذ الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نحن في شوق لرؤيتك التي ستطرحها وليتها سبقت الردود والمناقشات , ولكني سأطرح بين يديكم بعض المواطن التي أرى أن تفسيرها بغير اليقين غير صحيح, لكني أعتقد أنه يلزم تفسيرها باليقين وإلا كان المعنى غير لائق - في نظري -ولعلكم تزيلون بجديدكم الذي ارتأيتموه هذا الاعتقاد, وحبذا لو أجبتم عليها واحداً تلو الآخر لتتحقق الفائدة ويتضح المراد , ومن تلك المواضع:
(يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) فإن لم يكن معهناها هنا اليقين كان ذلك مدحاً من الله لمن كفر به حين شك في لقائه, وتعالى الله عن ذلك.
(وظن أنه الفراق) وهذه الساعة يسلم فيها لشدة هولها الكافر ويذعن فيها الفاجر , لشدة اليقين الحاصل عنده بالموت ألا ترى إلى فرعون حين عاينها كيف أسلم وقال (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل) وقد كان من قبلُ يقول (ما علمتُ لكم من إله غيري) فما الذي غيره إلا يقينه بالموت معاينته له , وما العلة في عدم قبول توبة من يعيشها إلا تكشف الغيوب له واطلاعه على المغيبات التي أراد الله منه أن يؤمن بها غيباً, فكيف نفسر كل ذلك أنه شك لا يقين .. ؟
(وظنوا ما لهم من محيص) فهذا واقع حقيقي لا يمكن - في نظري - تفسيره بالشك أبداً لأنه كائن منهم يوم البعث الذي يتبرأ فيه المتَّبَعون من المتبِعين, وهذا اليوم الذي يوقن فيه كل شاك , لا يتصور أن يبقى أحد فيه شاكا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[30 May 2007, 04:29 م]ـ
أخي الكريم د / عبدالله علي الهتاري
جزاك الله خيرا .. وإثارة جيدة، لموضوع هام
فيه من الطرافة اللغوية، مصاحبا للضدّ في اللغة العربية
وقد جاء في كتاب:
الإتقان في علوم القرآن؛ لجلال الدين السيوطي:
(ظن أصله للاعتقاد الراجح كقوله تعالى - إن ظنا أن يقيما حدود الله - وقد تستعمل بمعنى اليقين كقوله تعالى - الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم. أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن يقين، وهذا مشكل بكثير من الآيات لم تستعمل فيها بمعنى اليقين كالآية الأولى. وقال الزركشي في البرهان: للفرق بينهما في القرآن ضابطان. أحدهما: أنه حيث وجد الظن محموداً مثاباً عليه فهواليقين، وحيث وجد مذموماً متوعداً عليه بالعقاب فهوالشك. والثاني: أن كل ظن يتصل بعده أن الخفيفة فهوشك نحو بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول - وكل ظن يتصل به أن المشددة فهويقين كقوله (إني ظننت أني ملاق حسابيه - وظن أنه الفراق - وقرئ: وأيقن أنه الفراق. والمعنى من ذلك أن المشددة للتأكيد فدخلت على اليقين، والخفيفة بخلافها فدخلت في الشك، ولهذا دخلت الأولى في العلم نحو فاعلم أنه لا إله إلا الله - وعلم أن فيكم ضعفاً - والثانية في الحسبان نحو وحسبوا أن لا تكون فتنة - ذكر ذلك الراغب في تفسيره، وأورد على هذا الضابط - وظنوا أن لا ملجأ من الله. وأجيب بأنها هنا اتصلت بالاسم وهوملجأ، وفي الأمثلة السابقة اتصلت بالفعل، ذكره في البرهان. قال: فتمسك بهذا الضابط فهومن أسرار القرآن. وقال ابن الأنباري: قال ثعلب: العرب تجعل الظن علماً وشكا وكذباً فإن قامت براهين العلم فكانت اكبر من براهين الشك فالظن يقين، وإن اعتدلت براهين اليقين وبراهين الشك فالظن شك، وإن زادت براهين الشك على براهين اليقين فالظن كذب، قال الله تعالى - إن هم إلا يظنون أراد: يكذبون انتهى .... )
ولي عودة ـ بمشيئة الله ـ مع كتب اللغة
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[31 May 2007, 06:17 م]ـ
أرى أن (ظن) في القرآن أتت على ثلاثة معان: اليقين - ورجحان الاعتقاد - والوساوس والخطرات القهرية.
ففي اليقين قوله تعالى: "وعلى الثلاثة الذين خلفوا .. " إلى قوله: "وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم .. " الظن هنا اليقين، لأن الله تعالى لا يتوب على غير الموقنين.
وتأتي بمعنى رجحان الاعتقاد كما في: "بل ظننتم ألن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا .. "
وتأتي بمعنى الوساوس كما في: "وتظنون بالله الظنونا"، لا تفسر إلا بذلك لأن المؤمنين لم يشكوا في الله.