تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.]

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)

هناك جملة من المصادر والمراجع التي اعتمدها سيد قطب في تفسيره " في ظلال القرآن"، وهي نوعان:

1 - مصادر تفسيرية أصيلة.

2 - مصادر ومراجع حديثة.

وهذه الأخيرة تنقسم إلى مصادر ومراجع لكتاب وعلماء ومفكرين مسلمين، وأخرى لكتاب ومفكرين وعلماء فرنجة، وسنحاول في هذا المبحث تحديد هذه المصادر والمراجع وبيان طريقة تعامل سيد قطب معها، وكيفية توظيفها في تفسيره.

1 - مصادر التفسير الأصيلة:

أولا: القرآن الكريم:

عمد سيد قطب إلى تفسير القرآن بالقرآن في كثير من المواضع، وخاصة منها ما يشكل فهمه على المسلم المعاصر، أو ما يكتنفه شيء من الغموض، أو عدم اتضاح الرؤية نتيجة البعد عن العيش في رحاب القرآن، و الجهل بخصائص ومقومات التصور الإسلامي، و الغزو الثقافي الذي يتعرض إليه في كل وقت وحين. ويتضح لنا أن توظيف هذا المصدر التفسيري الأصيل، والاستعانة به في تجلية معاني الذكر الحكيم، تنم عن معرفة دقيقة بخاصية من أهم خواص القرآن الكريم و المتمثلة في وحدته النسقية، ومن ثم فإن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا. ويمكننا ان نضرب عدة أمثلة عن تفسير القرآن بالقرآن:

1 - يبين سيد قطب أن إبليس المذكور في قصة آدم في سورة البقرة، لم يكن من الملائكة، وذلك اعتمادا على نص قرآني آخر «ويوحي السياق أن إبليس لم يكن من جنس الملائكة، إنما كان معهم، فلو كان منهم ما عصى، وصفتهم الأولى أنهم {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (1) .. والاستثناء هنا لا يدل على انه من جنسهم فكونه معهم يجيز هذا الاستثناء كما تقول: جاء بنو فلان إلا أحمد، وليس منهم إنما هو عشيرهم، وإبليس من الجن بنص القرآن، والله خلق الجان من مارج من نار، وهذا يقطع بأنه ليس من الملائكة» (2).

2 - وقد نجد سيد قطب يفسر القرآن بالقرآن من غير ذكر الآية أو الآيات، وإنما يذكر معناها، من ذلك ما جاء في تفسير لقوله تعالى في سورة البقرة {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} (3)، فأي عهد هذا الذي يشار إليه في هذا المقام؟ أهو العهد الأول، عهد الله لآدم {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبا بآياتنا اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (4) .. ؟ أم هو العهد الكوني السابق على عهد الله هذا مع آدم. العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه .. أن يعرفه ويعبده وحده لا شريك له، وهو العهد الذي لايحتاج إلى بيان، ولا يحتاج إلى برهان، لأن فطرة الإنسان بذاتها تتجه إليه بأشواقها اللدنية، ولا يصدها عنه إلا الغواية والانحراف؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله لإبراهيم جد إسرائيل، والذي سيجيء في سياق السورة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين} (1) ... ؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله على بني إسرائيل وقد رفع فوقهم الطور، وأمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة، والذي سيأتي ذكره في هذه الجولة؟» (2).

فالعهد الكوني الذي يشير إليه سيد قطب ـ رحمه الله ـ هو المتمثل في قوله سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ). (لأعراف:172).

ومثل هذا كثيرا ما يرد في تفسير "في ظلال القرآن" نحو تفسيره لقوله تعالى {فحسبه جهنم ولبئس المهاد} (3). «حسبه؟ ففيها الكفاية؟ جهنم التي وقودها الناس والحجارة. جهنم التي يكبكب فيها الغاوون، وجنود إبليس أجمعون، جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة، جهنم التي لا تبقي ولا تذر، جهنم التي تكاد تميز من الغيظ! حسبه جهنم {ولبئس المهاد} ويا لسخرية القاصمة في ذكر "المهاد" هنا ... ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء» (4).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير