[لقاء علمي مع خطاط مصحف المدينة النبوية عثمان طه وفقه الله]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2007, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضر الأستاذ الكريم وخطاط مصحف المدينة النبوية أبو مروان الأستاذ عثمان طه إلى الرياض خلال فعاليات جائزة الأمير سلطان الدولية للقرآن الكريم للعسكريين، للمشاركة في جناح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتعريف الزوار بمراحل طباعة المصحف، وما يتعلق بذلك. وقد شاركت في هذا الملتقى العلمي بإلقاء بحث الدكتور غانم قدوري الحمد الذي شارك به في الملتقى ولم يستطع الحضور، فطلبت من أبي مروان الأستاذ عثمان طه حديثاً مستقلاً للحوار حول بعض مسائل مصحف المدينة النبوية، غير أنه اعتذر بكثرة أشغاله ومواعيده وبرنامج القائمين على الجائزة الممتلئ.
وفي يوم الخميس 2/ 4/1428هـ دعاني القائمون على الجائزة لتناول طعام الغداء مع الزملاء الباحثين في فندق الفيصلية بالرياض، فإذا بأبي مروان معي على الطاولة فضحكتُ وقلتُ له: ما رأيك في بعض الأسئلة؟
فضحك وفقه الله، وكان هذا الحديث العابر المختصر، الذي حرصت فيه على طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالنسخة الجديدة من مصحف المدينة النبوية.
الاسم: عثمان عبده حسين طه.
العمر: 73 سنة. من مواليد عام 1934م (1355هـ)
مكان الميلاد: قرية من قرى مدينة حلب في سوريا.
سؤال: ما الذي جعل المجمع يختار النسخة التي كتبتموها من المصحف قبل مجيئك للمجمع؟
عثمان طه: كانت لهم مقاييس علمية وفنية، بناءً عليها اختاروا هذه النسخة، وقد طلبوا مني بعض التعديلات الطفيفة حينها. وأنا أحرص في كتابتي على الوضوح والسهولة، مع مراعاة جمال الخط ومقاييسه الفنية بقدر طاقتي. وهذا الأمر يجب أن يتوافر في خط المصحف لأن الذين يقرأون المصحف جميع طبقات المسلمين، فلا بد من مراعاة السهولة والوضوح في الكتابة، وأفضل الخطوط لذلك هو خط النسخ بلا شك.
كما أعجبهم فيه أن كل صفحة من صفحاته تنتهي برأس آية، فالجزء الواحد عشرون صفحة وهكذا إلى آخر المصحف، وقد كنتُ استفدت من هذه الطريقة في الكتابة من مصحف قديم كتب في العهد العثماني يراعي هذه الطريقة إلا أنه بالرسم الإملائي لا العثماني، فقلدته في توزيع الآيات بحيث تنتهي كل صفحة بآية، وخالفته في الرسم فجعلته أنا بالرسم العثماني بدل الإملائي.
سؤال: ما الفروق بين كتابتك القديمة للمصحف والجديدة ولماذ التغيير؟
عثمان طه: الطبعة القديمة كتبتها وعمري ثلاثون سنة تقريباً في سوريا، وقد كتبتها للدار الشامية ابتداءً، ولست راضٍ تماماً عن خطي في تلك النسخة لاعتبارات فنية تتعلق بالخط نفسه، ولمَّا أعدتُ كتابة المصحف كنت قد ازددت خبرة ومعرفة بالخط العربي، فكانت النسخة الجديدة للمصحف أفضل بكل المقاييس العلمية والفنية من النسخة القديمة. ومن يوازن بين النسختين من العارفين بالخط العربي وقواعده يجد الفرق واضحاً بينهما والوقت الآن أضيق من أن أفضل الفروق بين الطبعتين، وأنت لو وازنت بينهما لظهرت لك فروق كثيرة، على سبيل المثال كنت كتبت بعض الكلمات بطريقة ربما يقع قليل المعرفة بالقراءة في الخطأ بسببها، مثل كلمة نمارق في سورة الغاشية، فقد كانت تشبه كلمة غارق، فعدلتها بحيث تأتي الميم مستديرة واضحة لا تشكل على القارئ البسيط.
سؤال: كتب بعض الباحثين المتخصصين في رسم المصحف ملحوظات على النسخة القديمة. فهل كان لهذه الملحوظات دور في كتابتكم لنسخة جديدة؟
عثمان طه: أنا ابتداءً كنت أرغب في إعادة كتابة المصحف لملاحظات اكتشفتها بنفسي قبل الآخرين، ثم زادت قناعتي بذلك عندما وردتني بعض الملحوظات العلمية والفنية من المتخصصين، فاستعنت بالله وكتبت النسخة الجديدة التي يطبعها المجمع مؤخراً، وتلافيت فيها ما وقعت فيه من قبل من ملحوظات فنية وغيرها.
سؤال: سمعنا عن مصحف كتبتموه برواية حفص عن عاصم بحيث لا تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية. فحدثنا عن هذا المصحف.
عثمان طه: نعم هذا صحيح، وقد كتبت هذا المصحف وانتهيت منه وروجع من قبل اللجنة المدققة للمصاحف، بناء على رغبة كثير من حفاظ القرآن الكريم الذين حفظوا القرآن على المصحف المصري المعروف بنسخة الشمرلي، وكونهم يجدون صعوبة في الانتقال لمصحف المدينة النبوية الذي تنتهي كل صفحة من صفحاته برأس آية، وهم يريدون مصحفاً مكتوباً بخط عثمان طه موافقاً لنسخة الشمرلي هذه. فقمت بكتابة المصحف بناء على هذه الرغبة، غير أن صاحب الصلاحية -أظنه يعني معالي الوزير -في المجمع لم يوافق على طباعته ونشره بحجة أننا لا نريد أن نقلد أحداً، فقمت بإجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه، وحولته من رواية حفص بن سليمان عن عاصم الكوفي، إلى رواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وطبعه المجمع بهذه الرواية، وهو الآن مطبوع منشور. ولذلك فكثير ممن حفظ القرآن على نسخة الشمرلي يقرأ في هذا المصحف الآن.
سؤال: هل كتبتم مصاحف أخرى غير رواية حفص والدوري؟
عثمان طه: نعم. كتبت مصحفاً برواية ورش عن نافع المدني، وقد طبع في المجمع، وكتبت مصحفاً برواية قالون عن نافع المدني، وسيصدر قريباً.
وقد كتبت هذا من الذاكرة، اليوم الثلاثاء 7/ 4/1428هـ فمعذرة.
¥