(والصَّبْرُ) يشير به إلى قوله تعالى {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية، منسوخ بما بعده وهو قوله تعالى {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}.
(والنَّفَرُ) يشير إلى أن قوله تعالى {انفروا خفافاً وثقالاً} منسوخ بقوله تعالى {ليس على الضعفاء ولا على المرضى} الآية، أو {ليس على الأعمى حرج} الآية، أو قوله تعالى {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية.
ومَنْعُ عَقْدٍ لِزَانٍ أوْ لِزَانِيَةٍ
ومَا عَلَى المُصْطَفَى في العَقْدِ مُحْتَظَرُ
(ومَنْعُ عَقْدٍ لِزَانٍ أوْ لِزَانِيَةٍ) يشير إلى قوله تعالى {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} الآية، منسوخ بقوله تعالى {وانكحوا الأيامى منكم} الآية.
(ومَا عَلَى المُصْطَفَى في العَقْدِ مُحْتَظَرُ} يشير إلى قوله تعالى {لا يحل لك النساء من بعد} الآية، منسوخ بقوله تعالى {إنا أحللنا لك أزواجك} الآية.
ودَفْعُ مَهْرٍ لِمَنْ جَاءَتْ وآيَةُ نَجْـ
ـوَاهُ كَذَاكَ قِيَامُ الليْلِ مُسْتَطَرُ
(ودَفْعُ مَهْرٍ لِمَنْ جَاءَتْ) يشير إلى أن قوله تعالى {فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} منسوخ، قيل: بآيات السيف، وقيل: بآيات الغنيمة.
(وآيَةُ نَجْوَاهُ) يشير إلى أن قوله تعالى {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} منسوخ بقوله تعالى {فإن لم تجدوا ف (وآية نجواه) يشير إلى أن قوله تعالى {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} منسوخ بقوله تعالى {فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم}، وبقوله {فإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم}.
(كَذَاكَ قِيَامُ الليْلِ) يشير إلى أن قوله {يا أيها المزمل قم الليل} منسوخ بقوله تعالى {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن}، وبقوله تعالى {فاقرؤا ما تيسر منه}.
وهذا الناسخ أيضاً منسوخ بالصلوات الخمس.
وزِيدَ آيَةُ الاسْتِئْذَانِ مِمَّا مَلَكَتْ
وآيَةُ القِسْمَةِ الفُضْلَى لِمَنْ حَضَرُوا
(وزِيدَ آيَةُ الاسْتِئْذَانِ مِمَّا مَلَكَتْ) آية الاستئذان {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} والأصح فيها عدم النسخ، لكن تساهل الناس بالعمل بها.
(وآيَةُ القِسْمَةِ) {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} والصحيح فيها أيضاً عدم النسخ.
ومثال نسخ الناسخ: آخر سورة المزمل، فإنه منسوخ بفرض الصلوات الخمس.
وقوله {انفروا خفافاً وثقالا} فإنه ناسخ لآية الكف، منسوخ بآية العذر.
قال الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ:
تمت بحول الله رسالة فضيلة الشيخ محمد الأمين المختصرة في بيان أبيات السيوطي الرمزية تقريباً في هذا الفن، وهي على إيجازها واختصارها كافية شافية للطالب الدارس، أملاها عليَّ فضيلته في ذي الحجة سنة 1373هـ.
أما المدرس والباحث المدقق والمناقش للأقوال فإن هناك المطولات لتتمة البحث لبيان إثبات النسخ على منكريه، وبيان حكمة النسخ، وبيان أقسامه، وقوة الناسخ من كتاب أو سنة، ومراتبه من شدة إلى ضعف والعكس، إلى غير ذلك.