(قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: وللاختلاف بالشقاء والسعادة خلقهم لأن الله جل ذكره ذكر صنفين من خلقه: أحدهما أهل اختلاف وباطل والآخر أهل حق ثم عقب ذلك بقوله: {ولذلك خلقهم} فعم بقوله: {ولذلك خلقهم} صفة الصنفين فأخبر عن كل فريق منهما أنه ميسر لما خلق له.
فإن قال قائل: فإن كان تأويل ذلك كما ذكرت فقد ينبغي أن يكون المختلفون غير ملومين على اختلافهم إذ كان لذلك خلقهم ربهم وأن يكون المتمتعون هم الملومين؟
قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبت وإنا معنى الكلام: ولا يزال الناس مختلفين بالباطل من أديانهم ومللهم إلا من رحم ربك فهذاه للحق ولعلمه وعلى علمه النافذ فيهم قبل أن يخلقهم أنه يكون فيهم المؤمن والكافر والشقي والسعيد خلقهم فمعنى اللام في قوله: {ولذلك خلقهم} بمعنى على كقولك للرجل: أكرمتك على برك بي و أكرمتك لبرك بي)
وللقرطبي رحمه الله تعالى, كلام حسن جداً , زاد فيه القول الثالث على سابقيه ,عند الطبري حيث قال:
(وإنما قال: (ولذلك) ولم يقل ولتلك والرحمة مؤنثة لأنه مصدر وأيضا فإن تأنيث الرحمة غير حقيقي فحملت على معنى الفضل وقيل: الإشارة بذلك للاختلاف والرحمة وقد يشار بـ (ذلك) إلى شيئين متضادين كقوله تعالى: {لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك} (الرقرة: 68) ولم يقل بين ذينك ولا تينك وقال: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} (الفرقان: 67) وقال: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} (الإسراء: 110) وكذلك قوله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} (يونس: 58) وهذا أحسن الأقوال إن شاء الله تعالى لأنه يعم أي ولما ذكر خلقهم وإلى هذا أشار مالك رحمه الله فيما روى عنه أشهب قال أشهب: سألت مالكا عن هذه الآية قال: خلقهم ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير أي خلق أهل الاختلاف للاختلاف وأهل الرحمة للرحمة وروي عن ابن عباس أيضا قال: خلقهم فريقين فريقا يرحمه وفريقا لا يرحمه قال المهدوي: وفي الكلام على هذا التقدير تقديم وتأخير المعنى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولذلك خلقهم وقيل: هو متعلق بقوله: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} (هود: 103) والمعنى: ولشهود ذلك اليوم خلقهم وقيل: هو متعلق بقوله: {فمنهم شقي وسعيد} أي للسعادة والشقاوة خلقهم)
ـ[عبدالرحمن الجزائري]ــــــــ[11 May 2007, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل محمود الشنقيطي شكرا على الرد الوافي ولكن لدي إستفسار حول الوقوف في هذه الآية
الوقوف في الآية
قال صاحب منار الهدى
خلقهم (تام) إن جعل قوله ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم وإنَّ قدرته بمعنى وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافياً وابتدأت ولذلك خلقهم إلى أجمعين ويكون الوقف على أجمعين كافياً قاله النكزاوي
هل من تفصيل أكثر في وجوه الوقف
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[14 May 2007, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إذا سمحتم أريد فقط أن أنوّه إلى أمر هو أن الآية لا يمكن أن يكون فيها إشكال كما عنون الأخ السائل إنما الإشكال في فهمنا للآية ومحاولة معرفة معناها. فمن الأفضل عدم استعمال عبارة اشكال في آية كذا.
وجزاكم الله خيرا