اتسمَ الشيخُ كحيل – رحمه الله تعالى – بسمات كثيرة من أهمها:
- حرصه على العلم الشرعي، وتمكنه منه، فقد دأب على فتح منزله كل يوم جمعة بعد الصلاة، ليأتيه عدد من طلاب العلم، وبعض الأساتذة المصريين، فيبدأ اللقاء بتلاوة القرآن الكريم، وتقويم قراءة الجميع، ويرد عليهم الشيخ من حفظه تلاوة وتجويداً، بعد هذا يعلق الشيخ على بعض القراءات التي وردت في الآيات التي قرئت، ويبين الأحكام التي مرت، وتبدأ الأسئلة في مختلف علوم الشريعة واللغة.
ولا أدل على تمكنه من العلم الشرعي أنه في تعاقده الأول للعمل في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة اختارته لجنة الاختبارات عضواً للامتحان الشفوي لمقررات الشريعة بقرار من مدير المعارف آنذاك محمد بن مانع – رحمه الله -، وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن عمله في المدينة المنورة.
وكانت تحال إليه أعمال علمية في تخصص التفسير على وجه الخصوص لتقويمها، والنظر أحياناً في ترقيات أصحابها.
ومن سماته الكرم وحسن الضيافة، فقد كان لا يتوانى عن دعوة المتعاقدين الجدد، ويرحب بهم، ويعرض عليهم خدماته، والإقامة عنده حتى يجدوا سكناً، وكان – رحمه الله – كريماً شهماً.
ومن سماته أيضاً الجد والصرامة في الحق، وعدم اللين فيه أو التراجع عنه.
وكانت شخصيته مهيبة، ومحببة من القلوب، فيه تقوى وورع – أحسبه كذلك، ولا أزكي على الله أحداً - ويقبل الشفاعة عنده، أو يشفع عند غيره عند الحاجة، ولا يتردد في ذلك، ويكثر من ترداد: الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله.
وكانت له مواقف كثيرة، تستحق التدوين والإشادة، ومن أبرزها صحبته للشيخ عضيمة صحبة نادرة في هذا الزمان، وكان الشيخ يصير إليه في كل أموره حتى الشخصية الدقيقة منها، وهو الذي نقل إليَّ خبر وفاة الشيخ رحمهما الله تعالى في اليوم نفسه، وكان يوماً صعباً على الدكتور كحيل.
ومنها حرصه على طلابه الذين يشرف عليهم، وعنايته بهم وتوجيههم في حياتهم العلمية والعملية ([10])، لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً.
رحلاتُه:
لم أقف على رحلات للدكتور كحيل إلى غير السعودية، وكانت جميع رحلاته إلى السعودية لغرض العمل في مجال التدريس في أوقات مختلفة بين المدينة المنورة والرياض، والذي وقفت عليه من هذه الرحلات هي:
الرحلة الأولى: إلى المدينة المنورة للتدريس في ثانوية طيبة:
بدأت الدراسة في ثانوية طيبة يوم الثلاثاء 12/ من شهر ذي القعدة / 1362هـ، بالأساتذة الموجودين من السعوديين بفصلين دراسيين، وسعت إدارة الثانوية ومعتمدية تعليم المدينة المنورة إلى التعاقد مع أساتذة من مصر، وجاء عدد منهم، في السنوات الأولى من بداية العمل في الثانوية، وكان من الرواد الأوائل الذين باشروا التدريس في هذه الثانوية د. أحمد حسن كحيل.
تعاقدت مديرية المعارف آنذاك مع الشيخ أحمد كحيل، وباشر العمل في ثانوية طيبة بتاريخ 27/ 12/1367هـ، وكان اسمه – رحمه الله تعالى – مدرجاً ضمن أساتذة المدرسة حتى عام 1372هـ، ودرَّس في هذه الثانوية خمس سنوات (أستاذ ثانوي) كذا ورد في سجلات هذه المدرسة ([11]).
أسهم د. كحيل إسهاماً كبيراً في التعليم، وعمل في لجان الامتحان عضواً لامتحان المقررات الشرعية ([12]). وهذه سمة من سمات الشيخ كحيل – رحمه الله تعالى – أعني عنايته بالعلم الشرعي، وتمكنه منه.
الرحلة الثانية: إلى الرياض.
أما رحلته الثانية فكانت للعمل في كلية الشريعة في الرياض التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية بتاريخ 5/ 7/1388هـ ([13]) , وهي التعاقد الأول له مع جامعة الإمام في وقت كانت إدارة للكليات والمعاهد العلمية، وبقي في الكلية يدرس ويشترك في لجان الامتحانات النهائية، بتكليف من نائب الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية حتى تاريخ 11/ 7/1391هـ، وانتهى عقده بناء على طلبه.
الرحلة الثالثة: إلى الرياض أيضاً:
¥