تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الونشريسي]ــــــــ[30 Jan 2008, 10:16 ص]ـ

يالك من رائع أبا العالية: أنا عاجز عن مكافأتك إلا أن أقول لك: جزاك الله خيرا، فإن الموضوع أعجبني كثرا واستفدت منه. أخو: أبو حذيفة جلول، (أكتب باسم بو سنيان)

ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Aug 2009, 01:43 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

22_ (194) سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطير، أبو القاسم الطبراني (360هـ)

(المحدث صاحب المعاجم الثلاثة)

1_ أهمية عناية المؤلف بمصنَّفه وحرصه على تجويده:

قال الداودي رحمه الله عنه معدداً تصانيفه:: «والمعجم الأوسط» في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه، يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب «الأفراد» للدارقطني، بيَّن فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول: هذا الكتاب روحي؛ فإنه تعب عليه وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر» (1/ 204)

قال مُقَيِّدُه غفر الله له:

هنا تمهيد ومسألتان:

فالتمهيد: هذا نص الإمام الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ (3/ 912) عن الطبراني نقله عنه الداوودي رحمه الله.

أما المسألة الأولى:

فالأولى: قوله: (وكان يقول: هذا الكتاب روحي!)

ما أحلاه من وصف للكتاب، وما أروع شجون النفس تجاه محبوبها.

ولماذا لا يكون الكتاب روحه، وقد اتعب نفسه في تحريره وتجويده، وهو الذي روى عن أكثر من ألف شيخ، فإذا كان لكل شيخ من شيوخه غريبة أو عجيبة، فدونك ألف عجيبة، ولكن الكتاب ينبيك أن في طياته أكثر من ذلك.

لا يسعني القول إلا: إنهم القوم بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذه الكتب وما احتوته من العلم، حتى تراهم يصبحون ويمسون وديدنهم النظر فيها ما بين بيان مبهم، أو فتح مغلق، أو شرح، أو نظم، أو اختصار وتهذيب وتجريد، وغير ذلك.

والعزيز الذي عند القوم وفقدناه _ إلا من رحم الله _ أنهم يعتنون بكتبهم ومصنفاتهم عناية شديدة ويديمون النظر فيها ولو تأخرت سنين ـ كيف لا وهي تصقل العقول صقلاً، فالعبرة عندهم دقة التحرير، وقوة الضبط، لا كثرة النشر والبشر والفشر! كحال كثير ممن يتسلقون على جهود غيرهم زاعمين أو موهمين القارئ الكريم انها نتاج علمي رصين متين ... إلى آخر هرطقاتهم.

إيه والله أقول وكلي هم وغم وحزن وأسف من واقع المكتبات اليوم وهي ترمي لنا بكتب ورسائل يكاد القلب يعتصر دماً مما خرج، فالله المستعان.

ولاحقاً لسابق، فقد علَّقت في ترجمة إبراهيم بن يحيى المبارك، أبو إسحاق النحوي رحمه الله (225هـ) عنايته بذلك وما يستفاد منها، وحسبي هنا من التذكير بقوله، فقد نقل الداوودي عن الخطيب قائلاً: (وصنَّف: (ما اتفق لفظه واختلف معناه) ابتدأ فيه وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمل فيه إلى أن أتت عليه ستون سنة)

فانظر إلى هذه الهمم كيف تحيي قلوباً ميتة، وتشحذ نفوساً كسلى!

وهذا أمر ليس بغريب عن ذاك الرعيل الماجد، فإن مما يذكر عنهم أيضاً:

_ السَّمين الحلبي حين قال عن كتابه: «الدر المصون»: (هذا الكتاب ذخيرة عمري)

وقال ابن اليزيد في «صلة الصلة» بعد أن ذكر كتاب ابن عبد الملك المراكشي، قال وعلى هذا الكتاب_ أي: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة _ عكف عمره)

وقال الصالحي عن كتابه: (سبل الهدى والرشاد): (نتيجة عمري وذخيرة دهري)

فبالله عليك أرنا في هذا الزمان من كان مثل صنيعهم، وقليل ما هم.

وأما المسألة الثانية: فهي قوله: (وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر)

وسبب ذلك أن هذا الكتاب مهم جداً للمتخصصين في علل الأحاديث، فإنَّ الطبراني رحمه الله، وهو المحدِّث الماهر، كان مقصده جمع غرائب وفرائد شيوخه في مكان، مع بيان وجه ذلك، ولذا وصفه الذهبي رحمه الله وهو الخبير بصناعة الحديث: (وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر)

وقرَنه أيضاً ابن حجر رحمه الله لما ذكر كتاب البزار فقال: «من مظان أحاديث الأفراد «مسند» أبي بكر البزار؛ فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه، وتبعه أبو القاسم الطبراني في «المعجم الأوسط».

وقال السيوطي في طبقاته نقلاً: «أتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير الأفراد للدارقطني»

لذا فعلى طالب علم الحديث عامة والعلل خاصة أن لا ينثني عن هذا السِّفر النفيس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير