تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 11:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأما التعليل الذي ذكره ابن هشام ـ رحمه الله ـ لإسكان ما قبل تاء الفاعل وما قبل (نا) التي للفاعلين ففيه نظر، وذلك لأنه يرى العلة هي كراهة توالي أربع متحركات وإنما قلتُ (فيه نظر) لما يأتي:

1ـ أن العرب قد حذفوا عين الأجوف لأجل الحفاظ على سكون ما قبل التاء و (نا) الفاعلين في نحو (قمْتُ، وبِعْنا) والعين المحذوفة ساكنة وبقاؤها ينتفي معه توالي أربع متحركات، ولكنهم حذفوها وأبقوا السكون، ولو كان السكون لأجل التخلص من توالي المتحركات فحسب لما كان له داع هنا لعدم التوالي، ولما ضحوا بعين الفعل لأجل سكون لا داعي له أصلا.

2ـ أن هذا السكون قد ثبت فيما لم تتوال فيه أربع متحركات نحو (استعْصمْتُ) ولو كان السكون لتجنب توالي المتحركات فحسب لما كان له داع هنا أيضا.

3ـ أن العرب قد ارتضوا أربع متحركات وخمسا حال اتصال ضمير النصب مثل (ضَرَبَنَا، وضَرَبَهُمَا) فكيف يقبلون توالي الخمس ويرفضون توالي الأربع؟

وعليه أرى أن علة الضم هي مناسبة الواو كما قال ابن هشام، وأما علة السكون فهي تجنب اللبس المعنوي فلو فتحوا ما قبل التاء لالتبس الفعل المسند إلى تاء الفاعل بالمسند إلى ضمير الغائبة المستتر عند الوقف، ألا ترى أنك لو فتحت وأردت الإسناد إلى التاء (ضربَتُ) فوقفتَ لوقفت بالسكون فقلت (ضربَتْ)؟ وعندئذ يكون الالتباس بـ (ضربَتْ) المسند إلى ضمير الغائبة. ثم لما التزموا هذا السكون مع التاء التي للمفرد التزموه مع التاء التي للجمع نحو ضربْتُم فأجروا الفرع (الجمع) مجرى الأصل (المفرد).

وأما علة السكون في نحو (ضربْنا) فهي الالتباس بالفعل الذي اتصل به ضمير النصب إذ لو ثبت الفتح في قولك (ضربَنا) وأنت تريد الإسناد إلى (نا) الفاعلين لالتبس ضمير الرفع بضمير النصب فلم يوجد ما يدل على أن (نا) فاعل لأنك لو أردتها مفعولا لقلت (ضربَنا) أيضا.

هذا التعليل الذي أراه منطقيا للعدول عن الفتح في نحو (ضربْتُ، وضربْنا) ثم من شاء بعد ذلك فليقل إن البناء على الفتح المقدر ومن شاء فليقل إن البناء على السكون وهو بناء عارض، ففي كلتا الحالين لا يختلف التعليل.

تحياتي ومودتي.

أخي الحبيب علي.

عودا حميدا، ولا أوحش الله منك.

جوابا عن (1 - ) أقول: أما الساكن المحذوف في قمتم فسكونه عارض لعلة، والأصل في قمتم قَوَمَتُم أسكنت التاء كراهة توالي أربعة متحركات فيما يشبه الكلمة، وأعلت الواو بالسكون لاعتلالها في المضارع فالتقى ساكنان، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين. فإسكان التاء على أصل الوزن، والسكون الطارئ لعلة كلا سكون. وهذا معتبر أيضا في قواعد الإمالة والترقيق.

من جهة أخرى قد تطرد القاعدة كما في يكرم وتكرم ونكرم طردا لحذف همزة أكرم كراهة أؤكرم، وكما فعلت أنت في ضربتم طردا لما ذكرت من علة الإسكان في ضربت.

وجوابي عن (2 - ) من جهتين أيضا: الأولى طرد القاعدة، والثانية أن استعصمت واستغفرت، أجريت فيها قاعدة منع توالي أربعة متحركات مرتين لا مرة واحدة؛ الأولى عند اتصال استَ بـ عَصَمَ فأسكنت العين (فاء الفعل)، والثانية عند اتصال ضمير الرفع المتحرك، فسكون فاء الفعل ولامه لنفس العلة، وما كانوا ليعملوها في الفاء ولا يعملونها في اللام.

وجوابي عن (3 - ) أن العرب إنما ارتضوا توالي أكثر من أربعة متحركات في مثل ضربهما لأن ضرب وهما في نية الانفصال، لأن المفعول به حقه الانفصال عن الفعل بالفاعل، أما ضمير الفاعل فكالجزء من الفعل، وقد يضمر فيه.

وأما تعليلك بإسكان ضربت خشية اللبس حال الوقف بين تاء الضمير وعلامة التأنيث. فأقول: وما تقول في ضربنَ بإسناد الفعل لنون النسوة؟

إن قلت بطرد القاعدة، أو إجراء الفرع مجرى الأصل، فكذلك يقال في طرد قاعدة توالي أربعة المتحركات.

الذي أراه والله أعلم أن طرد القاعدة في توالي المتحركات أقرب من إيجاد علة مختلفة لكل حالة.

هذا والله تعالى أعلم

ـ[شذور الذهب.]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 01:23 م]ـ

هل تقصد أنهما معربان لامبنيان وإنما قدرت الحركة لسبب، فمتى زال السبب ظهرت العلامة؟ هلا أفدتني بارك الله فيك ونفع بك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير