أعتذر عن افتياتي على أستاذِنا أبي عمار , نعم أخي , هما معربان وليسا مبنيين , وهذا سبب عدم موافقة الأستاذ أبي عمار لك على إدخالهما فيما ليسا منه , والله تعالى أعلم.
جزى الله الجميع خير الجزاء على ما يقدمونه من خدمة في سبيل لغة القرآن.
لله دركم يا أبناء الفصيح.
ـ[شذور الذهب.]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 01:34 م]ـ
للفائدة:
قال أبو حيَّان الأندلسيُّ -رحمه الله- في «التَّذييل والتَّكميل في شرح كتاب التَّسهيل» (2/ 144، 145):
(واختلفوا في تعليلِ سكونِ آخرِ الفعلِ: فأكثر النَّحويِّينَ علَى أنَّه إنَّما سُكِّنَ؛ لئلاَّ يتوالَى أربعُ حَرَكاتٍ في شيئين هما كشيءٍ واحدٍ؛ لأنَّ الفاعلَ كجزءٍ من الفعلِ.
وقد ضعَّفَ المُصنِّفُ [ابن مالكٍ] هذا القولَ في الشَّرحِ [«شرح التَّسهيل»] بأنَّ التَّعليلَ عامٌّ، والعلَّة قاصرة؛ إذ لا يُوجد التَّوالي إلاَّ في الثُّلاثيِّ الصَّحيح، وبعض الخُماسيّ؛ نحو: انطلقَ، والكثيرُ لا تتوالَى فيه؛ فمراعاتُهُ أَوْلَى. وبأنَّ توالِيَها لم يهمل؛ بدليل: عُلَبِطٍ، وعَرَتُنٍ، وجَنَدِلٍ، والأصل: عُلابِط، وعَرَنْتُنْ، وجنادِل عند البصريِّ، وجَنَدِيل عند الكوفيِّ؛ فحذفوا، ووالَوْا بينها. فلو كان التَّوالي منفورًا عنه طبعًا، ومقصودَ الإهمال وَضْعًا= لم يتعرَّضوا إليه دونَ ضرورةٍ، ولسدُّوا باب التَّأنيث بالتَّاءِ؛ نحو: شَجَرَة، ومَعِدة، ولَبُؤة. ولا يُعتذَرُ عن هذا بأنَّ تاءَ التَّأنيثِ في تقديرِ الانفصالِ؛ لكونِها جزء كلمةٍ لا يقومُ غيرُها مقامَها، ولا يُستغنَى عنها، بخلافِ تاء فَعَلْتُ؛ فإنَّها جزءُ كلامٍ تامٍّ، وتَقْبَلُ الاستغناءَ عنها بغيرِها؛ نحو: (فَعَلَ زيدٌ).
قال المصنِّفُ: «وإنَّما سببُه تمييز الفاعل من المفعولِ في نحوِ: أكرَمْنا وأكرَمَنا، ثُمَّ حُمِلَتِ التَّاءُ والنُّونُ علَى «نا»؛ للمُساواةِ في الرَّفع، والاتِّصال، وعدم الاعتلال» انتهى.
وهذه التَّعاليل تسويدٌ للورَقِ، وتخرُّصٌ علَى العَرَبِ في موضوعاتِ كلامِها، وكانَ الأَوْلَى أن نضربَ صفحًا عن ذِكْرِ هذا كُلِّهِ) انتهى كلامُ أبي حيَّان.
منقول من نقل إحدى الأخوات لكلام ابن حيان , نقلته هنا للفائدة.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب علي.
عودا حميدا، ولا أوحش الله منك.
أخي العزيز أبا عبد القيوم
بارك الله فيك وكثر أمثالك أيها النبيل الكريم!
قبل الرد على ما تفضلت به أود أن أسجل غبطتي وإعجابي الكبير بما لمسته فيكم من خلال مشاركاتكم في صفحات الفصيح من مهارة في الحوار والتزام بآدابه وإيصال الفكرة بأقصر الطرق، وإنما ينم هذا على علم وخلق، وتانك فضيلتان لا يحوزهما إلا فاضل!
جوابا عن (1 - ) أقول: أما الساكن المحذوف في قمتم فسكونه عارض لعلة، والأصل في قمتم قَوَمَتُم أسكنت التاء* (الميم) كراهة توالي أربعة متحركات فيما يشبه الكلمة، وأعلت الواو بالسكون لاعتلالها في المضارع فالتقى ساكنان، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين. فإسكان التاء* (الميم) على أصل الوزن، والسكون الطارئ لعلة كلا سكون. وهذا معتبر أيضا في قواعد الإمالة والترقيق.
من جهة أخرى قد تطرد القاعدة كما في يكرم وتكرم ونكرم طردا لحذف همزة أكرم كراهة أؤكرم، وكما فعلت أنت في ضربتم طردا لما ذكرت من علة الإسكان في ضربت.
** لعله سهو منك وأنت تريد الميم (لام الفعل).
أقول نعم، الأصل (قوَمتم) ولكن إعلال الواو سابق على الإسناد إلى التاء، بمعنى أن الإسناد إلى التاء لم يحدث إلا بعد الإعلال، وعليه لم يؤد الإسناد إلى التاء إلى توالي أربع حركات لأن العين قد سكنت قبل الإسناد، ولو لم يسكنوا لام الفعل لما اضطروا إلى حذف العين المعلة، ولتحقق لهم ثلاثة أمور مجتمعة هي: الاحتفاظ بعين الفعل، وظهور البناء على الفتح، وعدم توالي أربع متحركات، ولكن يبدو أن حذف فتح لام الفعل أمر مقصود لعلة أخرى غير كراهة توالي الحركات وهي علة تتعلق بالدلالة المعنوية وتجنب اللبس المحتمل فيها.
وأما اطراد حذف همزة التعدية من المضارع المزيد بها فهو يختلف عما نحن فيه فالهمزة حرف زائد ولا يتوقف عليه تغيير علامة بناء ولا إعراب.
¥