ـ[أبو لين]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 03:58 م]ـ
أهلا بك وحيّاك ربي أبا الفصحاء (بالمناسبة معرفك أعجبني).
في جملة أخينا أبي عمّار (علم موسى العاقلُ عيسى).
من العاقل موسى أم عيسى؟
لو قلنا في جملة أخرى (علّمَ محمدا العاقلُ خالد) .. مباشرة لا لبس ولا توهم فالفاعل (العاقل).
ولو قلنا (علم محمدٌ العاقل خالدا) .. مباشرة لا لبس .. الفاعل (محمد).
ولكننا في هذه الجملة (علم موسى العاقلُ عيسى) لا خيار أمامنا إلا الترتيب .. وأعني بالترتيب (منع تقدم المفعول على الفاعل) لأنّ الجملة أخذت الترتيب المنطقي (فعل ثم فاعل (موصوف) ثم (صفة الفاعل) ثم المفعول به .. والسبب في اتخاذ هذا الترتيب عدم ظهور الحركات على كل من (موسى وعيسى) وهذا ما أجبرنا على الترتيب لا غير. ولا أرى لها وجها أخر.
والله أعلم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 04:30 م]ـ
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إلى جميع الإخوة المشاركين , وبارك فيهم , وسدد خطاهم على الحق.
إخواني الأساتذة هاكم رأيٌ ليّ , فأرجو أن تتسع له صدوركم الكريمة , ومن أخذ به
فالحمد لله- , وإلاّ - فسبحان الله - , وله ما يراه.
الأصل في المُتكلم بالتركيب العربي الإلتزام بقواعده , ولكن لو خالف القواعد ما العمل؟ ,
وهل مقصود المتكلم من كلامه معتبر أم لا؟ , وهل نعتبره , ولو خالف أصول التركيب
العربي؟
بمعنى: هل من الممكن أن يخالف مقصودُ المتكلم المعنى العربي الأصيل للتركيب الناطق
به؟
وهل اعتبر علماء اللغة قصد المتكلم من كلامه؟
نعم أعتبر العلماء مقصود المتكلم , ولذا فهم لا يرون ما ينطق به المجنون والنائم كلامًا لعدم
القصد منه وفيه , ومن ثم فإن الفقهاء قالوا بمقتضى حديث النبي صلى الله عليه وسلم
, وهو لا تكليف على النائم والمجنون , ولو اعتبرنا ما خرج منهما كلامًا لكانا مكلفين ,
وانظر إلى من قال لزوجته "أنتِ حرة ".
هل يستطيع أحد تعلم العربية أن يحكم مباشرة بطلاق المرأة؟ بل لا بد من الرجوع لقصد
المتكلم ,
وإذا قال لها " أنت طليقة " وهو يقصد " طويلة أوظريفة " فما العمل؟
التركيب على الأصول العربية معناه الطلاق , وقصد المتكلم غيره هل نعتبر قصده أم لا؟
نعم نعتبر قصده , ولا تطلق زوجته , وهذا من باب التدين.
أما من باب القضاء فإنه يحكم بالطلاق.
فلما كان قصد المتكلم قد لا يتبين جزمًا وقطعًا , وقد يخالف أصل القواعد جاء الإحتمال ,
وعليه: فما ورد من احتمالات سابقة مقبولة إذْ هي محاولات الكشف عن مقصود المتكلم
التي قد تتفق مع أصل التركيب أو تخالفه , والحنكة في إيراد الإحتمالات البدء بأقواها
فأضعفها ثم الترجح كما صنع أبو عمار , وصنعتُ من قبله ,
إن قلتَ: لا بد للتركيب من معنى واحد. قلنا: أنت بذلك ترد تفاسير القرآن والسنة , وتلزم
أن يكون لهما تفسير واحد , ولا قائل بذلك.
ألا ترى قوله تعالى: "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا " قبل النقط والشكل أدى بالمعتزلة والمعطلة
أن يقولوا أن الفاعل هو موسى والمُتّكَلم معه هو الله , فكيف نرد عليهم؟ ,
فإن قلتَ بلزوم تقديم الفاعل على المفعول طبقًا لقواعد العربية.
قالوا: قواعد العربية ليست حكمًا على القرآن. بل القرأن هو الحكم , مع أن هناك من
العرب من لم يرى ذلك التقديم.
فبم نرد عليهم. هم أرادوا نفي صفة الكلام عن الله تعالى.
أري أن أفضل رد لا يمكن أن ينكروه هو الإحتمال , فنقول الآية تحتمل الفاعلية والمفعولية
لموسى , والقاعدة في أصول الاستدلال: أن يبطل الدليل المحتمل عند الخلاف.
ثم ننظر هل جاء في الباب نصوص أخرى تزيل هذا الإحتمال أم لا.
نجد سيلًا منها. يكفي قوله تعالى: " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ".
فهذه لا يمكنهم ردها أو تأويلها كما بالآية السابقة لاتصال الضمير بالفعل ,
وأنا لما احتملتُ كون عيسى فاعلًا جرني لذلك أمور.
الأول: أن التركيب احتمل , وعليه: لا نغفل احتمالًا ولو كان ضعيفًا , ولو من باب
الإحتمال العقلي.
الثاني: لا يبعد كون " العاقل " لقبًا لعيسى إذْ قرر النحاة جواز تقدمه على الاسم لو كان
مشهورًا مع مراعاتي قصد المتكلم ولو خرج عن الأصول. أنه أراد بتركيبه قصدًا:
علم عيسى العاقل موسى.
فكان من باب الإحتمال إيراده , ولو كان ضعيفًا ,
وليس معنى إيراد الإحتمال أنه قطعًا وجزمًا هو المراد.
هذا ما عندي , وأسأل الله التوفيق ,
والله الموفق.
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 05:14 م]ـ
السلام عليكم
أخي السلفي بارك الله فيك وفي علمك
لماذا تقطع ألف الوصل في المصدر الخماسي الالتزام / الاحتمال؟
أظنها مشكلة في لوحة المفاتيح.
ـ[السلفي1]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 05:19 م]ـ
السلام عليكم
أخي السلفي بارك الله فيك وفي علمك
لماذا تقطع ألف الوصل في المصدر الخماسي الالتزام / الاحتمال؟
أظنها مشكلة في لوحة المفاتيح.
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله إليك أخي الكريم , وكم يعلم ربي تبارك وتعالى حبي لكَ على أدبك
وعلمك.
ما نبهتَ عليه هو كما عللته.
بارك الله فيكم ,
والله الموفق.
¥