ـ[السلفي1]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 12:30 ص]ـ
[ quote= أبوعبدالقيوم;345140] أخي الكريم.
وتبيح لنفسك رمي مسلم الله أعلم بمآله بعداوة الله، آلحجاج عدو الله، وهؤلاء أحباء الله؟
لا شك في ظلم الحجاج وبغيه، ولكنه لم يكفره أحد حتى ممن عذبهم.
الحجاج أفضى إلى ما قدم، وإن أرددت الإنصاف فقل عليه من الله ما يستحق.
أتضمن أن لا يغفر الله له؟
جاء في صحيح مسلم:"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاَللَّه لَا يَغْفِر اللَّه لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَلَّا أَغْفِر لِفُلَانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْت لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْت عَمَلك)
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أبا عبد القيوم , وبارك فيك أيها الحبيب الكريم.
وصف الحجاج بأنه عدوّ لله تعالى له معنيان:
الأول: أنه عدو لأولياء الله تعالى.
الثاني: أنه كافر بالله تعالى.
الثاني لا يجوز قطعًا , ولا حاجة لتقريره , وكلامك وتقريرك دائر عليه.
أما الأول:
فهو جائز.
دليله حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته
بالحرب .... الحديث ".
أخرجه:
البخاري 6137 وابن حبان 347 و البيهقي 6622 و21508.
وبلفظ أخر: " من عادى لي وليًّا فقد بارزني (بادرني) بالحرب .. ".
وفي أخر: " من عادى ليّ وليًا فقد ناصبني بالمحاربة ...... ".
وفي أخر: " من أهان لي وليًا فقد ناصبني (بارزني) بالمحاربة
(بالعداوة) ... ".
وفي لفظ: " ..... فقد استحل محاربتي .. ".
وفي لفظ: " من آذى ليّ وليًا فقد استحل محاربتي ... ".
ولفظ غير البخاري , أخرجه:
أحمد و البغوي وأبو نعيم والطبراني وابن أبي الدنيا.
ولا تخلو طرقهم من نظر بمفردها , ومنها يصح بشواهده.
قال في البحر المديد:
" معاداة أوليائه هي معاداة الله أيضًا ".
وقال الطوفي:
" " عدو ولي الله عدو الله ". ذكره الحافظ في الفتح.
قال في فيض الباري:
" عداوة ولي الله كأنها عداوة الله ".
قال شيخ الإسلام في المجموع:
" فجعل معاداة عبده الوليّ معاداةً له , فعين عدوه عين عدو عبده , وعين
معاداة وليه عين معاداته, ليسا هما شيئين متميزين ".
قال الهيثمي:
" قال الأئمة: ولم ينصب الله تعالى المحاربة لأحد من العصاة إلاّ للمنكرين
على أوليائه وآكليّ الربا ".
قال الشنقيطي بأضواء البيان:
فإن قلتَ: هل يصح أن يوصف المسلم بأنه محارب لله ورسوله؟
فالجواب: نعم , ثم ذكر آية الربا دليلاً.
الدليل الثاني:
قال في المعالم والسراج المنير:
في قوله تعالى: " إن الذين يؤذون الله ورسوله .... ".
" يؤذون الله " أي " يؤذون أولياء الله ".
وعليه:
لو قصد المتكلم بقوله: " الحجاج عدو الله " أن يقول: " الحجاج عدو
أولياء الله " جاز ,
وعليه تقرير شيخنا عبد الكريم الخضير – حفظه الله تعالى -.
ولا يخفى على واحد عداوة الحجاج لأولياء الله تعالى , وهذا ما قصده أخونا
المفضال عبد الرحمن السليمان.
والله الموفق ,
ـ[السلفي1]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 05:16 م]ـ
[ quote= أبوعبدالقيوم;345205] وعليك السلام أخي الكريم ورحمة الله وبركاته.
واعلم أخي الحبيب أن الرمي بعداوة الله أشد من الرمي بالكفر، فالكفر كفران كفر أكبر يخرج من الملة وكفر أصغر لا يخرج من الملة.
أما عداوة الله فليس لها إلا معنى واحد وهو أشد أنواع الكفر، وهل بعد عداوة الله كفر.
بسم الله.
قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله إليك أخي الكريم , وبارك فيك الرحمن.
ما ذكرتَه ليس بصحيح , بل الكفر أشد من عداوة الله تعالى , ولا نعلم ذنبًا
أشد من الكفر , هو المانع من الإيمان ودخول الجنان , ونص ربنا عز وجل
على عدم مغفرته يوم القيامة , ونص النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكبر الكبائر.
وبيانه:
عدواة الله تعالى كما ذكرتُ سابقًا لها معنيان:
الأول: الكفر.
والثاني: عدم الكفر, بأن يراد أن المسلم فعل معصية دون الكفر استوجبت له
عداوة الله تعالى , كأن عادى أولياء الله تعالى أو أكل الربا أو سعى في الأرض
فسادًا أو أي معصية أخرى حيث قالوا:
كل من عصى الله تعالى فيه نوع محاربة له عز وجل ولرسوله صلى الله عليه
وسلم.
أما الكفر فله معنيان:
الأول: الأكبر المخرج من الملة , وهذا هو المعنى الأول للعداوة المذكور سابقًا.
الثاني: الأصغر الذي لا يخرج عن الملة.
فصارت المقارنة الآن بين المعنى الثاني لكل من المصطلحين.
فهل الأقوى العدواة المراد بها المعصية أم الكفر الأصغر؟
الكفر الأصغر أشد من العداوة التي بمعنى المعصية وذلك:
أن المسلم الموسوم بالعداوة (بمعنى المعصية) لا يخرج عن إسلامه في الدنيا
كمن تعامل بالربا ,ولو مات على هذا دون توبة فإن غفران هذه المعصية تحت
المشيئة إجماعًا من أهل السنة بلا نزاع.
وقد تكون العداوة أطلقت على صغيرة.
أما الكفر الأصغر:
فهو أكبر من الكبائر ويلي الكفر الأكبر مباشرة , وصاحبه لا يخرج عن إسلامه
في الدنيا ,ولكنه في الأخرة تحت المشيئة كالكبائر أم لا؟
هنا اختلف أهل السنة , فمنهم من جعله كالكبائر, فهو تحت المشيئة إن شاء الله
غفره وإلاّ فلا , ومنهم من جعله كالكفر الأكبر يخرج عن المشيئة عملاً بعموم
آية: " إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".
وعليه: فالوصف بالكفر عمومًا أقوى من الوصف بعداوة الله تعالى.
وفي مشاركتي أعلاه بعض البيان مع هذه المشاركة.
والله أعلم , وهو وحده الموفق.
¥