[ما سر اختيار اللفظ دون مرادفه ...]
ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 10:30 ص]ـ
امتازت اللغة العربية بثراء ألفاظها للمعنى الواحد .. ولكن هذه الألفاظ يكْمن بينها فروق
دقيقة في الدلالة، وتفاوت يلاحظ في المعنى ..
فمثلاً .. (النظر إلى الشيء) كلمة عامة ومدلولها واسع .. ولكن عند أهل اللغة ومن أورثه الله
ذوقاً وملَكة في معرفة أصولها .. يطول تفصيلها ..
فمثلاً .. نقول: (رَمَقَه) .. إذا نظر الإنسان إلى الشيء بمجامع عينه.
.............. و (لحظه) .. إذا كان النظر من جهة أذنه.
............... (لمحه) .. إذا نظر إليه بعجلة.
.............. (خَدَجه) .. إذا رماه ببصره مع حِدَّة نظرة.
.............. (أرشقه) .. إذا نظر إليه بشدة وحدَّة.
............... (نظر إليه شَزْراً) .. إذا نظر إليه بعين العداوة.
............... (استوضحه وتوسَّمه) .. إذا نظر إليه نظر المتثبت.
.............. (تصفَّحه) .. إذا نظر في كتاب.
.............. (حدَّق) .. إذا نظر وفتح عينيه لشدة النظر.
.............. (شخَصَ) .. إذا فتح عينيه وكان لا يطرف.
.............. (أطرق) .. إن أدام النظر إلى الأرض وهو ساكت.
وقد استخدم القرآن الكريم كل لفظة في مكانها المناسب ببراعة فائقة، والتزم الدقة في مراعات
دلالة الألفاظ، وإيرادها مواردها، بطريقة تُعجِز عنها الخلائق.
يقول الجاحظ *: ((وقد يستخف الناس ألفاظاً ويستعملونها وغيرُها أحقُّ بذلك منها، ألا ترى أن
الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن (الجوع) إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقعِ
والعجز الظاهر؟ والناس لا يذكرون (السَّغب 1)، ويذكرون الجوع في حال القدرة والسلامة.
وكذلك ذكر (المطر) فلا نجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الإنتقام. والعامة وأكثر الخاصة لا
يفصلون بين ذكر (المطر)، وذكر (الغيث)).
**********************
* البيان التبيين (ج 1/ 40).
1 - السغب / قيل في لسان العرب: (هو الجوع مع التعب) ..
............... وقال تعالى (أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة) البلد (14).
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 05:09 ص]ـ
رائع أختي أنوار، وهذا من جماليات لغتنا العريقة، لكن أين من يبرز هذه الجماليات ويوضح مكامن الروعة فيها، فنحن بحاجة إلى هذه المشاركات التي تكشف عن شيء من بلاغة لغة الضاد.
دمتِ موفقة أخية ..
ـ[أنوار]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 07:50 ص]ـ
شاكرة لطيب مرورك أخ ابن بريدة ....
.......................... وكتب لكم خيرا ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 02:22 م]ـ
أحسنت أختي أنوار على هذا الالتقاط الرائع
وهذا مما يميز لغتنا من ثراء في المرادفات التي لا تتطابق وإنما كل منها يؤدي معنى إضافيا
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 09 - 2008, 03:39 ص]ـ
شاكرة لمروركم أستاذ طارق ........
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 06:10 ص]ـ
وفقك الله وبارك فيك
ولدي رأي حول (شخَصَ / أطرقَ) وهو إجتهاد شخصي فقط لاأدري هل هو صحيح أم لا؟
فكلمة (شخص) ربماتعني النظرنظرالعين للسماء أو إلى الأعلى بشكل عام وهي لاتطرف
وقدقال تعالى (فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا)
وعكسها أطرق وهي النظرللأرض والله أعلم
ـ[أنوار]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 07:34 م]ـ
نعم كلامك في محله أستاذ نعيم ..
وللإضافة فقد ورد في لسان العرب معناهما:
- شَخَصَ: شَخَصَ ببصره إذ رفعه فلم يطْرِف، وفي حديث ذكر الميت: إذا شَخَصَ بصره .. وشُخوص البصر هو إرتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه.
- أطْرَقَ: إذ سكت فلم يتكلم، وأطرق أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض .. والله أعلم.
..................... شاكرة لمروركم الكريم