تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا نقول حرف زائد في القرآن ولانقول نحو ناقص؟]

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 12:43 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[لماذا نقول حرف زائد في القرآن ولانقول نحو ناقص؟]

ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 01:26 ص]ـ

جيِّد أخي الفاضل ما تطَّرقت إليه ..

وهذه الأحرف القصد منها تأكيد الكلام ... ويفرق كثيراً معنى الجملة بإطلاق هذا الحرف وبدونه .. فالعلماء الأجلاء عندما اطلقوا هذا المصطلح كانواعلى علم بفائدته في الجملة وأنه أضاف التأكيد لها، ولكن دلالة الكلمة تختلف من عصر إلى عصر، فنحن نستخدم كلمة زائد للشيء الذي يمكنني الاستغناء عنه في حين أنه لا يصح بحق كتاب الله ..

ولا يصح أخي الفاضل أن نقول ناقص فالكمال كله لله وحده وما خلق وما تكلم به ..

ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 01:38 ص]ـ

ليس هناك في القرآن ناقص بمعنى النقص عكس الكمال, بل ثمة أشياء في الجمل القرآنية مضمرة نستقرئها من المعنى, وهذا أسلوب عربي بليغ, ومنه الإيجاز والحذف والإضمار, وكلها نقص تركيبي في الجملة ولكنه تمام في البلاغة.

انظر إلى الآية الكريمة:

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ? وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

وانظر ماذا قال الطبري:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم مَنْ يَضِلّ عَنْ سَبِيله وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّد إِنَّ رَبّك الَّذِي نَهَاك أَنْ تُطِيعَ هَؤُلَاءِ الْعَادِلِينَ بِاَللَّهِ الْأَوْثَان , لِئَلَّا يُضِلُّوك عَنْ سَبِيله , هُوَ أَعْلَم مِنْك وَمِنْ جَمِيع خَلْقِهِ , أَيّ خَلْقه يُضِلّ عَنْ سَبِيله يُزَخْرِف الْقَوْل الَّذِي يُوحِي الشَّيَاطِين بَعْضهمْ إِلَى بَعْض , فَيَصُدُّوا عَنْ طَاعَته وَاتِّبَاع مَا أَمَرَ بِهِ. {وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ} يَقُول: وَهُوَ أَعْلَم أَيْضًا مِنْك وَمِنْهُمْ بِمَنْ كَانَ عَلَى اِسْتِقَامَة وَسَدَاد , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَحَد. يَقُول: وَاتَّبِعْ يَا مُحَمَّد مَا أَمَرْتُك بِهِ , وَانْتَهِ عَمَّا نَهَيْتُك عَنْهُ مِنْ طَاعَة مَنْ نَهَيْتُك عَنْ طَاعَته , فَإِنِّي أَعْلَم بِالْهَادِي وَالْمُضِلّ مِنْ خَلْقِي مِنْك. وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي مَوْضِع " مَنْ " فِي قَوْله: {إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم مَنْ يَضِلّ}. فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة: مَوْضِعه خَفْض بِنِيَّةِ الْبَاء , قَالَ: وَمَعْنَى الْكَلَام: إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم بِمَنْ يَضِلّ. وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة: مَوْضِعه رَفْع , لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَيّ , وَالرَّافِع لَهُ " يَضِلّ ". وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ رَفْع بِـ " يَضِلّ " وَهُوَ فِي مَعْنَى أَيّ. وَغَيْر مَعْلُوم فِي كَلَام الْعَرَب اِسْم مَخْفُوض بِغَيْرِ خَافِض فَيَكُون هَذَا لَهُ نَظِيرًا. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّ قَوْله: {أَعْلَم} فِي هَذَا الْمَوْضِع بِمَعْنَى " يَعْلَم " , وَاسْتَشْهَدَ لِقِيلِهِ بِبَيْتِ حَاتِم الطَّائِيّ: فَحَالَفَتْ طَيِّئٌ مِنْ دُونِنَا حِلِفًا وَاَللَّه أَعْلَم مَا كُنَّا لَهُمْ خُذُلًا وَبِقَوْلِ الْخَنْسَاء: الْقَوْم أَعْلَم أَنَّ جَفْنَته تَغْدُو غَدَاة الرِّيح أَوْ تَسْرِي وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ قَائِل هَذَا التَّأْوِيل وَإِنْ كَانَ جَائِزًا فِي كَلَام الْعَرَب , فَلَيْسَ قَوْل اللَّه تَعَالَى: {إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم مَنْ يَضِلّ عَنْ سَبِيله} مِنْهُ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: {وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ} فَأَبَانَ بِدُخُولِ الْبَاء فِي " الْمُهْتَدِينَ " أَنَّ أَعْلَم لَيْسَ بِمَعْنَى يَعْلَم , لِأَنَّ ذَلِكَ إِذْ كَانَ بِمَعْنَى يَفْعَل لَمْ يُوصَل بِالْبَاءِ , كَمَا لَا يُقَال هُوَ يَعْلَم بِزَيْدٍ , بِمَعْنَى يَعْلَم زَيْدًا.

والقرطبي:

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ

قَالَ بَعْض النَّاس: إِنَّ " أَعْلَم " هُنَا بِمَعْنَى يَعْلَم ; وَأَنْشَدَ قَوْل حَاتِم الطَّائِيّ: تَحَالَفَتْ طَيْء مِنْ دُوننَا حِلْفًا وَاَللَّه أَعْلَم مَا كُنَّا لَهُمْ خُذُلًا وَقَوْل الْخَنْسَاء: اللَّه أَعْلَم أَنَّ جَفْنَته تَغْدُو غَدَاة الرِّيح أَوْ تَسْرِي وَهَذَا لَا حُجَّة فِيهِ ; لِأَنَّهُ لَا يُطَابِق " هُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ ". وَلِأَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى أَصْله.

مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ

" مَنْ " بِمَعْنَى أَيْ ; فَهُوَ فِي مَحَلّ رَفْع وَالرَّافِع لَهُ " يَضِلّ ". وَقِيلَ: فِي مَحْل نَصْب بِأَعْلَم , أَيْ إِنَّ رَبّك أَعْلَم أَيّ النَّاس يَضِلّ عَنْ سَبِيله. وَقِيلَ: فِي مَحَلّ نَصْب بِنَزْعِ الْخَافِض ; أَيْ بِمَنْ يَضِلّ. قَالَهُ بَعْض الْبَصْرِيِّينَ , وَهُوَ حَسَن.

وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

وَقَوْله فِي آخِر النَّحْل: " إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيله وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ " [النَّحْل: 125]. وَقُرِئَ " يَضِلّ " وَهَذَا عَلَى حَذْف الْمَفْعُول , وَالْأَوَّل أَحْسَن ; لِأَنَّهُ قَالَ: " وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ ". فَلَوْ كَانَ مِنْ الْإِضْلَال لَقَالَ وَهُوَ أَعْلَم بِالْهَادِينَ.

أما الحرف الزائد فهو مصطلح نحوي لا تحمله أكثر من معناه الاصطلاحي ويعني أن الحرف قابل للإسقاط من الجملة, ولذلك فهو ليس أساسا فيها, ولكن إضافته إضافة معنوية لها قيمة في السياق.

آمل أن أكون أفدتك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير