تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- لماذا جاء الجمع مذكرًا يا أهل النحو العالي؟

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 05:21 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هيا لنشرب كوبًا بلاغيًّا فاخرًا بعيدًا عن صخب النحاة، وأنا واحد منهم:).

معًا نقضي في البلاغة أجمل أيام العمر خصوصًا إذا كنا نشربها عذبة من القرآن الكريم بعد هذه المقدمة -في شهر القرآن هذا الشهر الفضيل- استوقفتني - يا أهل البلاغة - هذه الآية من سورة يوسف:

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} (29) سورة يوسف

لماذا قال الله - جل في علاه - (من الخاطئين) والسياق لمؤنث، وكان مقتضى الحال أن يقال: (من الخاطئات).

ولم عدل القرآن عنه؟

دعواتي لكم، وفائق احترامي وتقديري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 05:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم أهل النحو، وإن النفس لتأنس بمتابعاتكم، ومداخلاتكم التي تسهم في ثراء الموضوعات.

فيما يتعلق بسؤالك أستاذ عبدالعزيز، فاجتهادي في الإجابة عنه يتناول الجانبين: النحوي، والبلاغي:

أما النحوي: فإن العدول إلى جمع الذكور هو من باب التغليب؛ إذ (أل) هنا لاستغراق جنس المرتكبين للذنب، فيدخل فيهم المرتكبات له دخولاً أوليًّا.

وأما البلاغي: فربما في العدول إلى جمع الذكور لونٌ من الإزراء على المرأة، وتقبيح لفعلها؛ فإن جراءتها على مثل هذا الذنب، وتجاسرها عليه، مما لا يليق بالحياء الذي ينبغي أن يستقر في جبلة النساء، ويمازج كينونتهن، وقد استقر - عرفًا - أن الذكورَ أشدُّ تجاسرًا على هذا، مع ما استقر - شرعًا - من أن الحكم الشرعي واحد لكلا الجنسين.

ما هذا إلا اجتهاد؛ فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت، فمن نفسي والشيطان.

والله - تعالى - أعلم.

ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 07:28 ص]ـ

أنعم وأكرم بك أستاذة ندى على التوضيح البليغ

أقول بقولك في مسألة العدول إلى جمع الذكور، لأن الأصل في الأسماء التذكير، وهو كما أفدت.

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 08:32 ص]ـ

الأساتذة الأجلاء،

قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (35) الأحزاب

الإيمان فعل جماعي مشترك لذلك يمكن مخاطبة الذكور بوصفهم جماعة (المؤمنون)، ويمكن مخاطبة النساء بوصفهم جماعة (المؤمنات) لأن الإيمان عمل جماعي يشكل رابطا مشتركا يربط بين أفراد الجماعتين ويجمع بينهم، وكذلك هو الأمر عند (المسلمين) و (المسلمات) وغير ذلك.

لكن الخطيئة التي ارتكبتها زوجة الملك هنا عمل فردي لا يدخلها في جماعة خاصة متشكلة من الإناث الخاطئات فاقتضى السياق مخاطبتها ضمن المجموعة العامة الأكبر التي تضم الذكور والإناث (الخاطئين).

هذا مجرد اجتهاد، والله أعلم، وإن أخطأت فصوبوني.

منذر أبو هواش

تفسير القرطبي

قوله تعالى: "يوسف أعرض عن هذا" القائل هذا هو الشاهد. و"يوسف" نداء مفرد، أي يا يوسف، فحذف. "أعرض عن هذا" أي لا تذكره لأحد واكتمه. "واستغفري لذنبك" أقبل عليها فقال: وأنت استغفري زوجك من ذنبك لا يعاقبك. "إنك كنت من الخاطئين" ولم يقل من الخاطئات لأنه قصد الإخبار عن المذكر والمؤنث، فغلب المذكر؛ والمعنى: من الناس الخاطئين، أو من القوم الخاطئين؛ مثل: "إنها كانت من قوم كافرين" [النمل: 43] "وكانت من القانتين" [التحريم: 12]. وقيل: إن القائل ليوسف أعرض ولها استغفري زوجها الملك؛ وفيه قولان: أحدهما: أنه لم يكن غيورا؛ فلذلك، كان ساكنا. وعدم الغيرة في كثير من أهل مصر موجود. الثاني: أن الله تعالى سلبه الغيرة وكان فيه لطف بيوسف حتى كفي بادرته وعفا عنها.

ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:22 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله ..

جزيل الشكر للأستاذ العمار ... على طرحه لهذه المواضيع القيمة، التي تسهم في تدبر القرآن الكريم، وفهم معانيه، والوقوف على كوامن لفظه ..

وإجابة لما ورد ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير