[اللمسة البيانية لتطابق نهايات الآيات]
ـ[تيما]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 10:20 م]ـ
تحية طيبة،
هل ثمة لمسة بيانية لتطابق نهايات الآيات المتتالية في القرآن الكريم؟
يقول جل وعلا في سورة الذاريات:
"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (50)
"وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (51)
أما في سورة النور فيقول:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (58)
"وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (59)
وهل لي أن أسأل عن سبب استخدام "الآيات" في الآية رقم 58 بينما "آياته" في 59؟
ولكم جزيل الشكر
.
.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 10:02 ص]ـ
للرفع والعودة إليه إن شاء الله
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 12:03 ص]ـ
تحية طيبة،
هل ثمة لمسة بيانية لتطابق نهايات الآيات المتتالية في القرآن الكريم؟
يقول جل وعلا في سورة الذاريات:
"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (50)
"وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (51)
.
سأجيب الآن جوابا ميدانيا، ثم إذا يسر الله لي الوقت فصلت:
بعد أن بين الله تبارك وتعالى أن الساعة حق وأن الغافلين لهم عذاب أليم وأن المتقين في جنات وعيون، وأن آيات الله مبثوثة في الكون وفي الأنفس، وبعد أن ضرب أمثلة لهلاك الأمم العاتية، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: فروا إلى الله، أي التجئوا إليه واعبدوه حق العبادة لأنه لا ملجأ ممن يملك الأمر كله إلا إليه، وأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم بعد الأمر بالفرار إلى الله: إني لكم منه نذير مبين، أي: إني أنذركم لتمتثلوا هذا الأمر، لأن عدم الفرار إلى الله يعني الهلاك .. والفرار إلى الله خضوع لله وعبادة له.
ثم أمره أن يقول لهم: ولا تجعلوا مع الله إلها آخر، أي لا تشركوا بالله شيئا، فلا يملك السماوات والأرض غير الله، فلا تتخذوا مع الله إلها آخر تتوجهون له بالعبادة كما تعبدون الله، ثم أمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم بعد النهي: إني لكم منه نذير مبين، يعني أنا أنذركم أنكم إذا لم تنتهوا عن الشرك فإنكم هالكون.
فمرة أمره أن يقول لهم: إني لكم منه نذير مبين، بعد أمرهم بالفرار إلى الله، ومرة أمرهم أن يقول ذلك بعد النهي عن الإشراك بالله، للتأكيد على ضرورة الأمرين: عبادة الله، وعدم الإشراك بالله، فهذان أمران ينبغي أن يكونا متلازمين، كما قال تعالى:
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وهذا هو لب التوحيد، لذلك جاء توحيد الإنذار بصيغة واحدة عقب الأمر بالعبادة، وعقب النهي عن الشرك.
هذا والله أعلم.
ـ[تيما]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور وفي إجابتك الميدانية الرائعة
لك شكري وتحيتي
.
.
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 11:06 م]ـ
تحية طيبة،
هل ثمة لمسة بيانية لتطابق نهايات الآيات المتتالية في القرآن الكريم؟
أما في سورة النور فيقول:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (58)
"وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (59)
وهل لي أن أسأل عن سبب استخدام "الآيات" في الآية رقم 58 بينما "آياته" في 59؟
ولكم جزيل الشكر
.
.
حياك الله عزيزتي تيما ..
يذكر الكرماني علة ذلك، قال:
" (لكم الآيات)؛ لأن التي قبلها تشتمل على علامات يمكن الوقوف عليها، وهي (ثلاث مرات من قبل الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء) ... فعدّ فيها آيات كلها معلومة؛ فختم بقوله: (لكم الآيات).
وأما بلوغ الأطفال، فلم يذكر له علامات يمكن الوقوف عليها، بل تفرد - سبحانه - بعلم ذلك، فخُصّت بالإضافة إلى نفسه، وختم كل آية بما اقتضاها أولها " (البرهان في متشابه القرآن / 252 - 253 بتصرف يسير).
¥