[أرني قريحتك البلاغية أيها الفصيح؟؟]
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 01:45 م]ـ
:::
السلام عليكم
يا أهل.,
إن ما أدعوكم إليه لأمر جلل أطمح أن نتخطى به العلل وأن نجافي الخلل فإن في العربية وبلاغتها لصور ترفع العقل وتنشر الأمل تشحذ الفكر وتُبعد الملل فاسمعوا وتكلموا واصمتوا وأعلنوا لأقلامكم الثورة عانقوها كمن لا يُريد الذلل.,
ثم أما بعد وصلاة وسلاماً على من أعطى واتقى وما كذب حين كان وحين ولى وبقى نبياً له في الآفاق أهلة تراها العين وتسكن القلب في المضرة والمسرة فترفع من شأن من لا شأن له لو اتبع وسلم وصلَّى.,
جاءتني تلك الفكرة مسجاة محلاه.,
من رأس المعتزلة واصل بن عطاء فقد كان به لثغة في حرف الراء، فكان يأتي بكلمات لا تحتوي على حرف الراء لتحل محل أخرى تحتوي الراء ولا تقل عنها قوة ومعنى بتلقائية شديدة البلاغة., ومن هنا نمضي في هذا الموضوع إن شاء الله على هذا النهج.,
مع ملاحظة أننا سنزيد على واصل رحمة الله عليه حرفاً آخر.,
وليختار العضو المشارك هَهُنا ما يشاء من الحروف شريطة ألا يكون في الجملة
الحرفين المختارين وعلى هذا فإن قروحنا تنمو سريعاً وتزيد من فصاحة اللسان والحجة والبيان مع ملاحظة أن الجملة البلاغية خمسة أسطر لا تزيد ولا تقل
وليكن موضوعها في أي شىء يراهُ العضو مناسباً له شعراً., حكمة., خطبة.,
رسالة., والمجالُ مفتوحٌ ولا يُقيد العضو بصيغة معينة فلكم مطلق الحرية أهم شىء أن يكون المضمون من تتمة العضو وليس مقتبساً من أي مسلك.,
ولسوف أبادر بخطبة واصل بن عطاء الخالية من حرف الراء وسأعود بلا شك
إن شاء الله بعدما أجد منكم تواصلاً وأرفق مشاركتي من نبع قريحتي هيَّا هيَّا مَعشر فصيح أخرجوا من غيابات بلاغتكم ما يسر العربية.,
والسلام ختام الكرامـ
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 01:49 م]ـ
[ u] خطبة واصل بن عطاء بدون حرف الراء [
"هيَّا لتشخذ الهمم وتبلغ أقلامكم القمم.",/ u]
الحمد لله القديم بلا غاية, والباقي بلا نهاية, الذي علا في دنوه, ودنا في علوه, فلا يحويه زمان, ولا يحيط به مكان, ولا يؤوده حفظ ما خلق, ولم يخلقه على مثال سبق, بل أنشأه ابتداعاً, وعدله اصطناعاً, فأحسن كل شيء خلقه, وتمم مشيئته, وأوضح حكمته, فدل على ألوهيته, فسبحانه لا معقب لحكمه, ولا دافع لقضائه, تواضع كلّ شيءٍ لعظمته, وذل كل شيء لسلطانه, ووسع كل شيء فضله, لا يعزب عنه مثقال حبه وهو السميع العليم, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا مثيل له, إلهاً تقدست أسماؤه, وعظمت آلاؤه, علا عن صفات كل مخلوق, وتنزه عن شبه كل مصنوع, فلا تبلغه الأوهام ولا تحيط به العقول ولا الأفهام, يُعصى فيحلم, ويُدعى فيسمع, ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون, وأشهد شهادة حق وقولَ صدق بإخلاص ونية, وصدق طوية, أن محمد بن عبدالله عبده ونبيه, وخالصته وصفيّه, ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق فبلغ مألكته, ونصح لأمته, وجاهد في سبيله, لا تأخذه في الله لومة لائم, ولا يصده عنه زعم زاعم, ماضياً على سنته, موفياً على قصده, حتى أتاه اليقين, فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى, وأتم وأنمى, وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه, وخالصته ملائكته, وأضعاف ذلك, إنه حميد مجيد.
أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والمجانبة لمعصيته, فأحضكم على ما يدنيكم منه, ويزلفكم لديه, فإن تقوى الله أفضل زاد, وأحسن عاقبة في معاد, ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخُدعها, وفواتن لذاتها, وشهوات آمالها, فإنها متاع قليل, ومدة إلى حين, وكل شيء منها يزول, فكم عانيتم من أعاجيبها, وكم نصبت لكم من حبائلها, وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها, أذاقتهم حلواً, ومزجت لهم سماً.
أين الملوك الذين بنوا المدائن, وشيدوا المصانع, وأوثقوا الأبواب, وكثفوا الحجاب, وأعدوا الجياد, وملكوا العباد, واستخدموا التلاد, قبضتهم بمخالبها, وطحنتهم بكلكلها, وعضتهم بأنيابها, وعاضتهم عن السعة ضيقاً, ومن العز ذلاً, ومن الحياة فناءً, فسكنوا اللحود, وأكلهم الدود, وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم, ولا تجد إلا معالمهم, ولا تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم نبساً.
فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد التقوى, واتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه, ويعمل لحظة وسعادته, وممن يستمع القول فيتبع أحسنه, أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
إن أحسن قصص المؤمنين, وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله الزكية آياته, الواضح بيناته, فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون .. أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي, إن الله هو السميع العليم, بسم الله الفتاح المنان "قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد".
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم, وبالآيات والوحي المبين, وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم, وأدخلنا وإياكم جنات النعيم, أقول ما به أعظكم, وأستعتب الله لي ولكم ..
¥