[من قوله تعالى: (أولئك يرجون)]
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 09:10 م]ـ
من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
في السياق توكيد بـ: "إن" واسمية الجملة.
وفي الصلة: "آمنوا" بعد موصولها "الذين": بيان بعد إجمال فضلا عن تعلق الحكم بالوصف الذي اشتقت منه وهو: "الإيمان" وما عطف عليه من الهجرة والجهاد.
وعطف الهجرة والجهاد عليه: عطف خاص على عام، إذ هما منه حقيقة لا مجازا، كما قالت المرجئة الذين أخرجوا العمل من مسمى الإيمان، فليس العطف للمغايرة، وفي تقييدهما بالجار والمجرور: "في سبيل الله": احتراس من بقية صور الهجرة والجهاد، إذ لا يعتد شرعا إلا بما كان في سبيل الله على ما شرعه في الكتاب المنزل والسنة المطهرة.
أولئك: إشارة إليهم باسم الإشارة للبعيد تشريفا، فمكانتهم عالية بعيدة.
رحمة الله: سواء أكانت الصفة غير المخلوقة، فهم يرجونها، أم الجنة المخلوقة فهي رحمته التي يرجوها ويسألها كل مؤمن، وفي حدث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي).
وبالرجاء والخوف يسير العبد إلى الله، عز وجل، فرجاء يتعلق بصفات جمال الباري، عز وجل، يحمله على الفعل، وخوف يتعلق بصفات جلاله، عز وجل، يحمله على الترك، ومن رجا شيئا عمل له، فالرجاء يقتضي محبة المرجو وخوف فواته والعمل له، فرجاء بلا عمل محض أماني. ولا يرجون العبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه.
والله: إظهار في موضع الإضمار، فالقياس: الإضمار اكتفاء بتقدم ذكره في: "رحمة الله"، وفيه مزيد عناية بهم وهو ما يقتضيه سياق الثناء عليهم.
غفور رحيم: تذييل يناسب ما تقدم من معاني الرحمة والرجاء.
والله أعلى وأعلم.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 10:47 م]ـ
جزاك الله أخي مهاجر
دائما تتحفنا بهذه الوقفات الجميلة في ظلال الآي الكريم