كيف تُجرى الاستعارة التهكمية؟
ـ[زورق شارد]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 06:20 م]ـ
وكيف أفرق بينها وبين المشاكلة التي هي من فنون البديع
مثل قوله تعالى (فبشرهم بعذاب أليم) , (فاهدوهم إلى صراط الجحيم)
(فسنيسره لليسرى)
أرجو التفاعل من الأعضاء لأن من حسنات التدارس ثبات العلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 01:59 ص]ـ
هذه مداخلة قد تفتح باب النقاش:
الاستعارة التهكمية أحد نوعي: الاستعارة العنادية التي لا يتصور فيها اجتماع الأمرين، فلا يتصور اجتماع البشرى والعذاب، والهداية والهلاك بسلوك صراط الجحيم، والقسم الآخر من الاستعارة العنادية له نفس المعنى تقريبا، وإن اختلف الغرض منه، فهو يأتي من باب المداعبة، كمن يقول لذكي: يا غبي من باب المزاح، فلا يتصور، أيضا، اجتماع الوصفين في موصوف واحد.
فصار الضابط والله أعلم: استحالة اجتماع أمرين متضادين، واختلف الغرض: تهكما أو تمليحا.
أما المشاكلة اللفظية فيشترط فيها تشابه مبنى اللفظين كـ: ضربته وضربني، فمادة الضرب قد صيغ منها كلا اللفظين، وهذا ليس بشرط في الاستعارة التهكمية، كما في الآيات المذكورة، فالبشرى والعذاب ليستا من نفس المادة، وكذلك: الهداية والصراط.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 02:57 م]ـ
وكيف أفرق بينها وبين المشاكلة التي هي من فنون البديع
مثل قوله تعالى (فبشرهم بعذاب أليم) , (فاهدوهم إلى صراط الجحيم)
(فسنيسره لليسرى)
أرجو التفاعل من الأعضاء لأن من حسنات التدارس ثبات العلم
بارك الله في الأستاذ الفاضل مهاجر؛ فقد أحسن تحرير القول بالفرق.
أحب أن أضيف ضابط المشاكلة، وهو: ذكر الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته: تحقيقًا أو تقديرًا. وشاهدها قوله تعالى: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "؛ حيث جاء التعبير هنا عن الجزاء بلفظ الاعتداء؛ لوقوعه في صحبة اعتدائهم (فمن اعتدى).
وفيما يتعلق بإجراء الاستعارة في قوله تعالى: " فبشرهم بعذاب أليم "، فبيانه ما يلي:
استعير التبشير للإنذار، بعد تنزيل التضاد بينهما منزلة التناسب؛ لقصد السخرية والتهكم، والجامع بين التبشير والإنذار: إحداث المسرة في كل، وإن كانت المسرة في البشارة محققة، وفي الإنذار متخيلة، وهي استعارة عنادية كما تفضل الأستاذ مهاجر، وكذا التي تليها.
وفي قوله تعالى: " فاهدوهم إلى صراط الجحيم "، استعيرت الهداية للسَّوْق إلى صراط الجحيم؛ لقصد السخرية والتهكم، بجامع ما يترتب على كل من الخير تحقيقًا أو تخييلاً.
أما قوله تعالى: " فسنيسره لليسرى "، فالذي يظهر لي أن التعبير هنا جار مجرى الحقيقة، من التيسير لليسر والراحة لأهل الطاعات.
والله - تعالى - أعلم.
ـ[زورق شارد]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 02:10 م]ـ
شكرا أخي مهاجر
ـ[زورق شارد]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 02:29 م]ـ
لك كل الشكرمشرفتنا العزيزة
أما بالنسبة للآية الأخيرة فأنا أريد قوله تعالى (فسنيسره للعسرى) ولكن
غلبتني العجلة في كتابتها
فإجراؤها على مافهمت منك ومن الأخ مهاجر [استعير لفظ التيسير للتعسيرعلى أهل المعصية بجامع ما تُسببّه الأعمال من سعادة أو شقاء على سبيل الإستعارة العنادية]
أما قولك أستاذتنا الفاضلة في (فسنيسره لليسرى) تعبيرعلى وجه الحقيقة
فلم لاتكون أيضا مجازا مرسلا علاقته سببية على اعتبار أن معنى اليسرى الجنة
أنتظرتوجيهك وشكرا لتفاعلك