تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرات بيانية (1)]

ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 09:59 م]ـ

الدكتور عثمان قدري مكانسي

هذه اجتهادات بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه الميسر للخير سبحانه وتعالى

1 - " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ... " 20 سورة يس.

" وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى .... " 20 سورة القصص.

مؤمن آل يس رجل من عامة الناس آمن بالرسل الثلاثة الذين بُعثوا في قومه، اسمه - كما يقول المفسرون - حبيب النجار قتله قومه حين سعى يدافع من أنبيائه.

ومؤمن موسى من قوم فرعون آمن بموسى عليه السلام، ونجّاه الله تعالى مع موسى.

والرجلان جاءا من أقصى المدينة يسعيان لإنقاذ من تآمر عليهم كفار قومهم ليقتلوهم. فقد ائتمر قوم يس على الأنبياء واجتمعوا عليهم، فوقف بينهم حبيب النجار يذود عنهم، ويدعو قومه حتى آخر لحظة من حياته للإيمان بالله الواحد الذي يدعو إليه هؤلاء الأنبياء الكرام، فقتل دونهم. ومؤمن آل فرعون علم أن القوم ألّبوا فرعون على موسى فأمر بقتله، فانطلق المؤمن يسعى إلى موسى ويحذره قائلاً " فاخرج إني لك من الناصحين ".

مؤمن آل يس وقف بشجاعة أمام قومه ينصحهم ويدعوهم دعوة الحق، ومؤمن آل فرعون كان يفعل ذلك، وسورة غافر تصور حواره مع قومه، إلا أنه هذه اللحظة كان يريد أن ينبه موسى إلى ما عزم عليه فرعون وملؤه من قتل موسى، فلم تحدُث بينه وبين قومه مجابهة، إنما كان همه إعلام موسى بما خططه الأقباط للتخلص منه.

مؤمن آل يس لم يحفل بالموت، فنال الشهادة ونال الجنة سريعاً " قيل ادخل الجنة، قال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي، وجعلني من المكرمين " ومؤمن آل يس دعا الله تعالى حين هدده فرعون وملؤه بالقتل أن يحفظه الله منهم، فنجاه " فستذكرون ما أقول لكم، وأفوّض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد، فوقاه الله سيئات ما مكروا، وحاق بآل فرعون سوء العذاب "

المؤمنان كانا يحملان صفة الرجولة الحقة فبذلا جهدهما لإنقاذ الدعاة إلى الله، فاستحقا هذه الصفة عن جدارة، إذ قدِما من بعيد يسرعان كي لا يسبقهما الكافرون فيما خططوا له من الفتك بالأنبياء، جاءا من أقصى المدينة مسرعين يجدان السير. " ومن جدّ وجدَ، ومن سار على الدرب وصل ".

بقي أن نقول: في سورة يس نعلق (من أقصى) بالفعل جاء، وتكون جملة (يسعى) صفة مرفوعة للفاعل رجل، بينما – في سورة القصص نعلق (من أقصى) بصفة مرفوعة لرجل، ونعرب جملة (يسعى) حالاً منصوبة من رجل أو صفة مرفوعة لرجل. وكأنني أستشف من تقديم الرجل في سورة القصص انفلاتَ الرجل من أسر الغنى والسيادة – فهو من الأمراء - وتحرره من قيود الدنيا، ورغبته في الآخرة، وقليلاً ما تجد الغني المترف يتخلى عن البهارج ودعة الحياة في سبيل دعوة الحق.

ومن تخلّى عن الدنيا – وهي ملك يديه – في سبيل الآخرة حق أن يكون عند الله تعالى مقدّماً .... والله أعلم.

ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 07:06 م]ـ

:::

جزاكم الله كل خير

وجعل ذلك في ميزان حسناتكم

وزادكم الله علمًا

ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 11:22 م]ـ

جزاكم الله كل خير وبارك بكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير