تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لمسات جمالية: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 05:34 ص]ـ

{وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ. بأي ذنب قتلت} التكوير/9 - 8

ما معنى الوأد في اللغة؟

و أَد ابنتَهُ يَئِدُها وأْدا: دَفَنَها في القبر وهي حية.

يوجد جمال في البيان القرآني في توجيه السؤال إلى الموؤدة: {بأي ذنب قتلت}.

المقصود بذلك إدخال الروع في قلب من وأدها، وقد جعل الله سبحانه وتعالى سؤالها عن تعيين ذنب أوجَب قتلها تعريضا و توبيخا لمن وأدها و إشارة إلى عظم ما قام به من جرم, ولكي تكون إجابتها شهادة على من وأدها فيكون استحقاقه العقاب أشد وأظهر؛ فإذا ظهر أنه لا ذنب لها كان أعظم في البيّنة وظهور الحجة على قاتلها.

نوع الاستفهام في قوله {بأي ذنب قتلت} استفهام تقريري, استخدمت فيه الأداة الاستفهامية (أي) التي يؤتى به لتميز شيء من بين أشياء تشترك معه في حال.

تأملوا قوله تعالى: بأي ذنب قتلت؟

جيء بالسؤال عن الذنب ولم يؤتى بالسؤال عن القاتل الذي و أدها, وهذا يجعل من الخطاب أقوى تأثيرا, فالوائد يسمع السؤال الموجه اإلى الموؤدة , ويعلم أنه لا يوجد ذنب استدعى قتلها, فيكون ذلك وقع أكثر في نفسه.

تروي بعض كتب السير أن أول قبيلة وأدت من العرب ربيعة وذلك أنهم أغير عليهم فنهبت بنت لأمير لهم فاستردها بعد الصلح فخيرت برضا منه بين أبيها ومن هي عنده فاختارت من هي عنده وآثرته على أبيها فغضب وسن لقومه الوأد ففعلوه غيرة منهم ومخافة أن يقع لهم بعد مثل ما وقع وشاع في العرب.

على النقيض من ذلك, كان صعصعة بن ناجية ممن يمنع الوأد؛ فافتخر الفرزدق به في قوله:

ومِنَّا الذي مَنَعَ الوَائِدَاتِ

وأحْيَا الوَئِيدَ فَلمْ يُوأدِ

ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 10:15 م]ـ

شكرا لك أخي الدكتور حجي

صورة بلاغية أكثر من رائعة

جزاك الله خيرا

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 01:36 ص]ـ

الدكتور الفاضل حجي الزويد:

بوركت هذه اللمسات التي تفيض بها علينا ... تناول جميل لاستفهام قرآني بالغ حد الإعجاز!

واسمح لي أن أنهل من معين علمكم من خلال هذا التساؤل:

ذكرت - حفظك الله - أن نوع الاستفهام في قوله تعالى: " بأي ذنب قتلت ": استفهام تقريري، فما توجيه التقرير هنا؟

وقد انفهم أن نوعه: تعريض وتوبيخ - وهو الأقرب في نظري - من قولك الكريم:

المقصود بذلك إدخال الروع في قلب من وأدها، وقد جعل الله سبحانه وتعالى سؤالها عن تعيين ذنب أوجَب قتلها تعريضا و توبيخا لمن وأدها و إشارة إلى عظم ما قام به من جرم, ولكي تكون إجابتها شهادة على من وأدها فيكون استحقاقه العقاب أشد وأظهر؛ فإذا ظهر أنه لا ذنب لها كان أعظم في البيّنة وظهور الحجة على قاتلها.

ولك بالغ شكري وتقديري.

ـ[مواطن]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 03:20 ص]ـ

شكرا لك على الصورة البلاغية الرائعه

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 10:10 ص]ـ

الأخ الكريم محمد ينبع الغامدي:

شكرا لكلماتكم.

بارك االله فيكم.

---

الأخت الكريمة ندى الرميح:

أعلى الله في الدارين قدرك, وزاد من قربك من فيوضات رحمته بمنه وكرمه.

شكرا للمداخلة.

---

الأخ الكريم مواطن:

أشكر لكم متابعتكم وكلماتكم.

بارك الله فيكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير