تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما هي جماليات أسلوب الاستفهام]

ـ[محمد نسيم علي]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 02:29 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد صعب علي إيجاد أي كتاب لعلم المعاني يهتم بصورة واضحة وخاصة بجماليات كل من أسلوب القصر وأسلوب الاستفهام على أن يتم توضيح مميزات كل منهما.

ولهذا أتمنى أن يفيدني بها أحد منكم على أن يدعمها بكتب بلاغة ككتب علم المعاني, مع التوضيح بشكل أهم لمميزات وجماليات أسلوب الاستفهام بالذات إن أمكن.

مع العلم أنني أحتاج هذه المعلومات لضرورة معينة.

هذا ولكم الشكر والتقدير والسلام عليكم

أخوكم الأحمدي

محمد علي

من غزة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 02:55 م]ـ

أخي الحبيب

تجد هنا ما يفيدك إن شاء الله ( http://www.awu-dam.org/book/05/study05/269-H-J/book05-sd009.htm)

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 02:23 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياك الله أخي محمد علي.

وبالإضافة لما تفضل به أستاذنا محمد حفظه الله وسدده.

تظهر جماليات القصر في القصر الإضافي لأنه ليس مقصودا أصالة، وإنما جاء لنكتة بلاغية كـ:

إبطال دعوى المخالف في مثل قوله تعالى: (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فليس المقصود حصر المحرمات في المذكورات، إذ يوجد محرمات غيرها، وإنما هو بمنزلة المبالغة في الإنكار على مستحلها، فكأن المقصود: لا حرام إلا ما استحللتموه، ولا يعني ذلك حصر المحرمات فيه، بمنزلة من قال: لا آكل اليوم إلا لحما، لمن نهاه عن أكل اللحم، مبالغة في عصيان أمره وإبطاله.

فلا يكون للقصر في هذه الصورة مفهوم، ليقال: المقصورات محرمات بدلالة المنطوق، وغيرها: مباحات بدلالة المفهوم، إذ النص على حكم المذكور لا يعني إثبات ضده لغير المذكور، بمنزلة قولك: جاء زيد، فإنه لا يتعرض لحكم مجيء غيره إثباتا أو نفيا، وإنما يستفاد ذلك من دليل آخر.

وإلى ذلك أشار الزركشي، رحمه الله، في "البرهان" بقوله:

"قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى: (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما) الآية: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والذم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل". اهـ

وهذا ما يعرف بقصر القلب.

وفي قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)

القصر: قصر إفراد، إذ اعتقدوا فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الرسالة والخلود، فجاء القصر مصححا للأول، إذ هو رسول رب العالمين، مبطلا للثاني، فلا خلد لبشر، مصداق قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)

بخلاف قوله تعالى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)

فالقصر من جهة المبنى واحد: نفي بـ: "ما"، واستثناء بـ: "إلا"، ومع ذلك اختلف المراد تبعا لدلالة السياق، فهو في هذا الموضع: قصر قلب لاعتقاد المخاطب، فالمخاطب مثلث غلا في المسيح عليه السلام، فجاء القصر بضد معتقده الفاسد إبطالا له. وقل مثل ذلك في نحو قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)، فليس عبدا فقط، بل هو رسول من أولي العزم، عليهم الصلاة والسلام، ولكن لما كان السياق سياق إبطال لما ادعي في حقه من الألوهية الباطلة جاء السياق قاصرا إياه على وصف العبودية في مقابل ما ادعي له من وصف الربوبية، فكان قلبا لمعتقد المخاطب من هذا الوجه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير