تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي هذا المقطع: استعارة مكنية تبعية، إذ شبه الذلة والمسكنة بخيمة مضروبة عليهم، وحذف المشبه به: الخيمة، وأقام الضرب وهو أحد لوازمها مقامه، وقد وقعت الاستعارة في الفعل: "ضرب" فكانت تبعية من هذا الوجه.

ذلك: ما تقدم من العقوبة، وأشار إليه إشارة البعيد على عادة العرب في الإشارة إلى ما انقضى ولو كان قريبا بإشارة البعيد.

بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق: أضاف الفعل إلى الكل، وإن قام به البعض، فليسوا كلهم ممن تلطخت أيديهم بدماء الأنبياء، وإنما عمهم العقاب على عادة الله، عز وجل، في وقوع العقاب عاما على وزان (أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟!، قَالَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)، و: (يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ) فيهلك الصالح في العقاب العام ويبعث يوم القيامة على نيته، فلا يلزم من وقوع الهلاك في الدنيا وقوعه في الآخرة، بل قد يكون الهلاك في الدنيا سببا في النجاة في الآخرة بتكفير الذنوب وتمحيص القلوب.

أو يقال: بأن رضا الباقين عن فعل القتلة مشاركة لهم في الجرم فنزلوا منزلة الفاعلين وإن لم يباشروا الفعل بأنفسهم.

بغير الحق: قيد لا مفهوم له، بل هو وصف كاشف يزيد الأمر بيانا، فليس في قتل الأنبياء ما هو حق ليقال بأن للكلام مفهوما.

يقول القرطبي رحمه الله: "فإن قيل: هذا دليل على أنه قد يصح أن يقتلوا بالحق، ومعلوم أن الأنبياء معصومون من أن يصدر منهم ما يقتلون به.

قيل له: ليس كذلك، وإنما خرج هذا مخرج الصفة لقتلهم أنه ظُلْمٌ وليس بحق، فكان هذا تعظيما للشنعة عليهم، ومعلوم أنه لا يقتل نبي بحق، ولكن يقتل على الحق، فصرح قوله: "بغير الحق" عن شنعة الذنب ووضوحه، ولم يأت نبي قط بشيء يوجب قتله". اهـ

"الجامع لأحكام القرآن": (1/ 411).

ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون: عموم بعد خصوص، فعدد بعض أفراد عصيانهم من: كفر بالآيات وقتل للأنبياء ثم عمم إشارة إلى عظم جرائمهم فما ذكر غيض من فيض.

والله أعلى وأعلم.

ـ[الآمر]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 08:58 ص]ـ

بوركت سيدي الفاضل.

لا فض فوك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير