تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقوله تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، فالإنكار واقع على أمر قد حدث فعلا كما بين ذلك سبب النزول إذ كان الأنصار حريصين على إسلام حلفائهم من اليهود، كما ذكر ذلك القرطبي، رحمه الله، في تفسيره ولكن لا يقال بأنه توبيخي أدبا مع مقام الصحبة، وإنما يقال بأنه: للعتاب.

وهكذا بمتابعة الهمزة واستعمالاتها المتعددة في آي الكتاب المنزل، وأنصحك بمتابعتها بعد قراءة الفصل المعقود لها في "مغني اللبيب" مع تقييد ملاحظاتك على كل آية وردت فيها، بهذه المتابعة تكون قد أتقنت إن شاء الله أم الباب فصار ما بعدها أيسر، وفي كتاب الله عز وجل شفاء لغليلك فاجعله رائدك في تلك الدراسة.

ثم انتقل غير مأمور إلى أداة تمثل القسم الثاني، وهو ما ورد للتصديق فقط، وهي أداة واحدة وهي: "هل" فترد للتصديق في نحو: هل جاء زيد؟، فالجواب: نعم أو لا، واستعمالاتها كثيرة فهي من الأدوات الثرية، فترد لـ:

"النفي" كقوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، فالمعنى: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

و"الترغيب" بعرض الأمر برفق في نحو قوله تعالى: (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى).

و"التشويق" في نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).

و"التحريض" في نحو حديث ابن أبي مليكة، رحمه الله، قال: قيل لابن عباس: هل لك في معاوية ما أوتر الا بركعة. قال: أصاب إنه فقيه. فمراد السائل تحريض ابن عباس على معاوية رضي الله عن الجميع.

و"التمني" في نحو:

هل ترجعن لنا يا عهد قرطبة ******* فكيف نبكي وقد جفت مآقينا

فلن يرجع عصر قرطبة الخليفة الناصر رحمه الله مرة أخرى!!!.

و"الإغراء" في نحو قولك لمن تحثه على الزواج: هل لك في فلانة بنت فلان؟.

وبإتقان هذه الأنواع تكون قد أتقنت القسم الثاني إن شاء الله.

ثم انتقل غير مأمور أيضا إلى القسم الثالث: وهو ما ورد للتصور فقط، وهو بقية أدوات الاستفهام، وقد ضربت لك الأستاذة ندى مثالا بـ: "كيف" فاجعلها مادة بحث لك في استعمالات كـ:

"التعجب" الذي ذكرت الأستاذة ندى مثالا عليه.

و"الترغيب" في نحو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟

و"التوبيخ" في نحو قولك: كيف غلبك فلان بحجته المتهافتة؟

ثم اقرأ استعمالات بقية الأدوات بعد أن عرفت هذه الأقسام الثلاثة، في أي كتاب مختصر كـ: "جواهر البلاغة"، مع استحضار هذه القسمة الثلاثية ومراعاة السياق كما ذكر الأستاذ أنس، فالسياق قيد في فهم المعنى.

وبذلك يصير الأمر أسهل عليك إن شاء الله.

والله أعلى وأعلم.

تحياتي لك أبا خالد.

ـ[ابوخالد التميمي]ــــــــ[19 - 11 - 2008, 05:07 م]ـ

أتفق مع ما تفضل به الأستاذ الفاضل أنس عبدالله؛ إذ إن الوصول إلى المعاني البلاغية للاستفهام إنما يكون عن طريق تأمل السياق، وإنعام النظر فيه، ومعرفة قرائن أحواله، وإيماءات تراكيبه.

على أنه تجدر الإشارة إلى أن الأسلوب الاستفهامي كثيرًا ما يفيد أكثر من معنى، بل ترى عدة معان تنبعث من الأسلوب الاستفهامي الواحد.

إليك مثلاً قوله تعالى: " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ... " الآية. تجد أن الاستفهام به يفيد إنكار الكفر، والتعجب من وقوعه، مع ما يومئ إليه من معنى التوبيخ والتوعد لمرتكبيه، وغير ذلك.

والله - تعالى - أعلم. الشكر للجميع وما أقصده هو ما أشرت إليه أختي من إيماءة التوبيخ والوعيد. الشكر للمهاجر لما أفاض وتفضل به

تحياتي ,,,,,,,:)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير