أمَّا ما ورد في سورة آل عمران التي ثبتت فيها ياء إبراهيم عليه السلام؛
في قوله تعالى: (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران،
فقد قدم ذكر النبي على ذكر إبراهيم عليهما السلام لأن الخطاب موجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام؛ (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وهو متأخر عنه، ومن ذريته،
أما في آية البقرة فقد كان الخطاب موجهًا للمسلمين؛ (قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وإبراهيم عليه السلام يقارن بأنبياء مثله عليهم الصلاة والسلام.
ومثل هذا التقديم جاء في آيات كثيرة في غير سورة البقرة؛ مما لم يجعل لإبراهيم السبق والأوَّلية الذي ذكرناها سببًا؛ ميز ذكر إبراهيم في سورة البقرة عن بقية السور، حيث لم يقدم فيها ذكر أحد من الأنبياء عليه.
11 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من برأه الله من الأنبياء الذين برأهم الله من أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا؛ لأن التوراة والإنجيل لم تنزل إلا من بعده، وأهل الكتاب هم الذين يسمون بهذين الاسمين، واستمر وصف إبراهيم عليه السلام حنيفًا مسلماً باتباع هذه الأمة لملته؛
قال تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ ءَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) البقرة.
12+13+14 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من أقام الحجة على مدعٍ للألوهية، وأخرسه، وحجته صالحة للرد على أي مدعٍ للألوهية في أي زمن كان؛
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة.
15 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من رأى كيف يحيي الله الموتى؛ ولم يتحقق ذلك لأحد من قبله، وقد رأى بنوا إسرائيل إحياء موتى بعده؛ في زمن موسى وعيسى عليهما السلام، وإحياء حمار الذي مر على القرية؛
في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة.
وكذلك رأى الرجل الذي مر على القرية إحياء حماره بعد أن أصبح عظامًا بالية.
وخلاصة الحديث أن في إثبات لفظ الياء من اسم إبراهيم عليه السلام لإثبات الأوَّلية والسبق في الأمور التي أشارت إليها الآيات، وحذف صورتها لاستمراره إماما في هذه الأمور كلها.
أبو مُسْلِم / عبد المَجِيد العَرَابْلِي
المبحث التاسع / حذف إحدى الياءين
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 10:03 م]ـ
أخي الفاضل العرابلي وفقك الله
جاء في لسان العرب: ـ
وإبراهيم: اسم أَعجمي وفيه لغات: إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْراهِمُ، بحذف الياء؛ وقال عبد المطلب: عُذْتُ بما عاذَ به إبْراهِمُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ، وهْو قائمُ، إني لك اللَّهمَّ عانٍ راغِمُ وتصغيرُ إبراهيم أُبَيْرِةٌ، وذلك لأَن الأَلف من الأَصل لأن بعدَها أَربعة أَحرف أُصول، والهمزة لا تُلْحق ببَنات الأَربعة زائدة في أَوَّلها، وذلك يُوجِب حَذف آخره كما يُحذف من سَفَرْجَل فيقال سُفَيْرج، وكذلك القولُ في إسمعيل وإسرافيل، وهذا قولُ المبرّد، وبعضُهم يتوهَّم أن الهمزة زائدة إذا كان الاسم أعْجميّاً فلا يُعْلَم اشتِقاقُه، فيصغِّره على بُرَيْهِيمٍ وسُمَيْعيلٍ وسُرَيْفيلٍ، وهذا قول سيبويه وهو حسن، والأَوَّل قِياسٌ، ومنهم مَن يقول بُرَيْهٌ بطَرْح الهمزة والميم.
فهلا كان حذف الياء لغة من اللغات فحسب؟؟
والشكر موصول للجميع
ـ[العرابلي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 11:40 م]ـ
أخي الفاضل العرابلي وفقك الله
جاء في لسان العرب: ـ
وإبراهيم: اسم أَعجمي وفيه لغات: إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْراهِمُ، بحذف الياء؛ وقال عبد المطلب: عُذْتُ بما عاذَ به إبْراهِمُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ، وهْو قائمُ، إني لك اللَّهمَّ عانٍ راغِمُ وتصغيرُ إبراهيم أُبَيْرِةٌ، وذلك لأَن الأَلف من الأَصل لأن بعدَها أَربعة أَحرف أُصول، والهمزة لا تُلْحق ببَنات الأَربعة زائدة في أَوَّلها، وذلك يُوجِب حَذف آخره كما يُحذف من سَفَرْجَل فيقال سُفَيْرج، وكذلك القولُ في إسمعيل وإسرافيل، وهذا قولُ المبرّد، وبعضُهم يتوهَّم أن الهمزة زائدة إذا كان الاسم أعْجميّاً فلا يُعْلَم اشتِقاقُه، فيصغِّره على بُرَيْهِيمٍ وسُمَيْعيلٍ وسُرَيْفيلٍ، وهذا قول سيبويه وهو حسن، والأَوَّل قِياسٌ، ومنهم مَن يقول بُرَيْهٌ بطَرْح الهمزة والميم.
فهلا كان حذف الياء لغة من اللغات فحسب؟؟
والشكر موصول للجميع
بارك الله فيك أخي الكريم
القراء العشر قرأوا إبراهيم
إلا راوٍ واحد هو ابن ذكوان عن ابن عامر بخلف عنه بطيبة النشر عن الشاطبية
والحروف الأربعة الأصلية هي (برهم) والثلاثة الباقية هي زيادات (إ ا ي)
وقد تكلمنا عن حذف الألف في اسم إبراهيم عليه السلام في موضوع
(طبق آخر من أسرار الرسم القرآني في أسماء الأنبياء وغيرهم)