ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:48 م]ـ
ب ـ الحكم اللفظي: ويتعين في كون الاسم العلم لا يعرف بالألف واللام.
فلا نقول: جاء المحمد، ولا ذهبت إلى المكة.
ولا يضاف. فلا نقول محمد كم أفضل من أحمدنا.
إلا إذا كان اسم العلم محمد، وأحمد يطلق على أكثر من واحد، فيجري مجرى الأسماء الشائعة التي تحتاج إلى إيضاح. وهذا ليس موضوعنا الآن.
وأعود إلى الموضوع الأساس، فأقول: إن العلم الشخصي لا يعرف لا بالألف واللام، ولا بالإضافة، لعدم حاجته لشيء من ذلك، لأن علميته تكفي لتعريفه.
ومن أحكامه اللفظية التي تدل عليه تعريف الابتداء به.
مثل: عليّ مجتهد. ومحمد متفوق.
أو مجيئه صاحب حال، لأن الحال لا تأتي إلا بعد معرفة.
مثل: حضر الطلاب راكبين، وصافحت المدير مبتسما.
كما يمنع من الصرف، إذا اجتمع مع العلمية علة أخرى من العلل المانعة للعلم من الصرف، كالتأنيث. نحو: وصلت فاطمةُ، و وسلمت على عائشةَ. وسافرت إلى مكةَ. ففاطمة فاعل مرفوع بالضمة بدون تنوين، لأن الممنوع من الصرف لا ينون.
وعائشة ومكة مجروران وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، لأن الممنوع من الصرف يجر بالفتحة.
أو أن يكون علما مشابها للفعل. مثل: أحمد، ويسلم، ويزيد، وينبع. وهذه أسماء مشابهة في وضعها للأفعال المضارعة. وسوف نتعرض لهذا مع بقية العلل الأخرى بالتفصيل في الممنوع من الصرف، إن شاء الله.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:49 م]ـ
2 ـ علم الجنس:
عرفه أحد النحويين المعاصرين بقوله " هو الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد، أي للحقيقة الذهنية المحضة " (1).
ومن التعريف السابق نتوصل إلى أن علم الجنس اسم موضوع ليدل على شخص واحد في الذهن، ولكنه في حقيقة الأمر، يدل على أفراد كثيرة في خارج الذهن، فهو في حكم النكرة من الناحية المعنوية، لدلالته على غير معين، ولكنه يأخذ حكم العلم الشخصي لفظا. والواحد الشائع منه يكون بين الحيوانات الأليفة التي يطلق العرب مسمياتها على مخصوصات بعينها.
مثال النوع الأول: لاحق، وأعوج. وتطلق على فرس بعينها لتخصصها من بين الخيول الأخرى.
ومنها: هبّان بن بيّان. ويطلق على الإنسان المجهول النسب، ولم تعرف هويته، فهو يصدق على كل مجهول.
ومنه: أبو الدغفاء. ويطلق على الأحمق دون أن يعين شخص بذاته. ومثال النوع الثاني: أسامة، وأبو الحارث. اسما علم جنس يطلقان على الأسد، ويطلقان على كل ما يخبر عنه من الأسود.
ومثلها: ثفالة، وأبو الحصين. اسما جنس يطلقان على الثعلب، ويصدق إطلاقهما على كل ثعلب.
ومثال النوع الثالث: أم صبور. وهو اسم علم جنس يطلق على الأمر الصعب.
وسبحان، وكيسان. علمان، الأول للتسبيح، والثاني للغدر.
وهذا هو الحكم المعنوي لعلم الجنس. فهو لا يخص واحدا بعينه.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:50 م]ـ
أما أحكامه اللفظية: فهي نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص، باعتبار أن علم الجنس يطلق في الذهن على معين، بخلاف الحقيقة. ومن هنا أخذ نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص الذي لا يدل إلا على معين بذاته. وهذه الأحكام هي:
1 ـ عدم التعريف بـ " أل "، أو بالإضافة. لأنه معرف بالعلمية الجنسية، وهذا التعريف في حقيقته أمر لفظي، لأن هذه الأسماء من جهة المعنى نكرات لشيوعها في كل أفراد جنسها، وعدم اختصاصها بشخص معين، ومع ذلك فالشيوع لم يوجد لأن اللفظ موضوع بإزاء شخص من أشخاص الجنس في التصور العقلي.
وعليه فلا نقول: الأسامة في الحديقة. ولا: أسامة الحديقة في القفص.
لأن كلمة " أسامة " في المثالين علم يطلق على جنس معين، وهو الأسد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:50 م]ـ
2 ـ ومن أحكامه الابتداء به، لأنه في حكم المعرفة، ولا يجوز الابتداء إلا بمعرفة.
نحو: أسامة في القفص.
ومنه: أبو براقش طائر متغير اللون. (1).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:51 م]ـ
3 ـ ويكون صاحبا للحال. نحو: رأيت ابن قترة منطلقا
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:52 م]ـ
4 ـ أنه ينعت بمعرفة. نحو: هذا ثعالة الماكر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:52 م]ـ
5 ـ ويمنع من الصرف، إذا توفرت فيه على أخرى مع العلمية، كالتأنيث مثلا. نحو: وقفت أمام أسامةَ وهو في القفصفـ " أسامة " مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث. والمقصود بالعلمية هنا: العلم الجنسي، لأنه في حكم العلم الشخصي لفظا، أما في المعنى فهو في حكم النكرة.
ومثال منعه من الصرف لانتهائه بالألف والنون: فلان أغدر من كيْسان.
.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[20 - 07 - 2006, 02:53 م]ـ
فوائد وتنبيهات:
1 ـ هناك بعض أعلام الجنس المعنوية التي استعملها العرب في حياتهم اليومية يصدق عليها أن تستعمل استعمال علم الجنس، حينا وحينا آخر قد تستعمل استعمال النكرة، ومن هذه الألفاظ: فينة، وبكرة، وغدوة وسحر.
ولا قياس في معرفة ما سبق، ولكن نعود في معرفته إلى السماع عن العرب.
فإذا استعملنا الألفاظ السابقة بدون تنوين كانت معرفة.
نحو: أمضينا فينةَ في اللعب. أي: وقتا معينا. فهي في حكم علم الجنس، لأنها تعني الحين، والوقت المعين.
ونقول: تعهدت المريض بكرة. أي: البكرة المحدودة الوقت واليوم.
أما إذا نونت الألفاظ السابقة كانت نكرات، لأننا حينئذ لا نعني بها وقتا معينا ومحدودا، وإنما نعني بها وقتا شائعا.
فإذا قلنا: سآتيك غدوةً. بالتنوين.
ـ ومنه قوله تعالى: {وسبحوه بكرة وأصيلا} 1.
فالمقصود بـ " غدوة، وبكرة " وقت غير محدود من الزمان.
ومنه قوله تعالى: {إلا آل لوط نجيناهم بسحر} 2.
بتنوين " سحر " لأنها جاءت نكرة دالة على زمن غير معين.
¥