وقوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران} 4.
فإن شككت في زيادة النون، أو عدم زيادتها، كأن تكون أصلية، لم يمنع الاسم من الصرف. نحو: حسان، وعثمان، وسلطان.
فإذا اعتبرنا الأصل: الحسن، وعثمن، وسلطن، كانت النون أصلية فلا تمنع من الصرف. نقول: هذا حسانٌ، واستقبلت عثمانًا بالبشر، وسلمت على سلطانٍ.
67 ـ ومنه قوله تعالى: {ليس لك عليهم سلطانٌ} 5. 68 ـ وقوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 6. 69 ـ وقوله تعالى: {ما أنزل الله بها من سلطانٍ} 7.
وقوله تعالى: {لا تنفذوا إلا بسلطانٍ} 8.
بالتنوين، والجر بالكسرة. والواضح من كلمة " سلطان " في الآيات السابقة، وغيرها مما ورد فيها ذكر هذه الكلمة أنها ليس علما، وإنما هي بمعنى المُلك، أو القوة،
والله أعلم، وقد وردت في القاموس علما، فقد ذكر صاحب القاموس أن من فقهاء القدس: سلطانُ بنُ إبراهيم. (1)
وإن كانت النون فيها زائدة وجب منعها من الصرف.
نقول: كان حسانُ شاعر الرسول، وإن عثمانَ خليفة ورع. والتقيت بسلطانَ.
بدون تنوين، وجر بالفتحة.
كذلك إذا كانت حروف الاسم المختوم بالألف والنون الزائدتين أقل من ثلاثة أحرف وجب صرفه. نحو: سنان، وعنان، ولسان، وضمان، وجمان.
لأن الألف والنون في هذه الحالة تكون أصلية غير زائدة.
نقول: سافر سنانٌ ن واستقبلت سنانًا، وسلمت على سنانٍ.
الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل ".
فنقول: مررت برجل أرملٍ، وذهبت مع نسوة أربعٍ. بالتنوين والجر بالكسرة.
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة، غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: أرنب، صفة لرجل. فلا نقول: سلمت على رجل أرنبَ. بجر " أرنب " بالفتحة، ولكن نقول: سلمت على رجل أرنبٍ. بجره بالكسرة مع التنوين.
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية. نحو: ريان، وجوعان، وغضبان،
وعطشان، وسكران. نقول: عطفت على حيوان عطشانَ.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:04 م]ـ
71 ـ ومنه قوله تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} 1.
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث، فلا يمنع من الصرف. مثل: سيفان صفة للطويل، ومؤنثه سيفانة. وصيحان ومؤنثها صيحانة.
وندمان ومؤنثها ندمانة. وسخنان وسخنانة. وموتان وموتانة. وعلان وعلانة.
فلا نقول: مررت برجل سيفانَ. بالجر بالفتحة.
ولكن نقول: مررت برجل سيفانٍ. بجر بالكسرة مع التنوين.
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: سلمت على رجل صفوانٍ قلبه.
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين.
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى، وذلك في موضعين:
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي:
أُحاد وموحد، وثُناء ومثنى، وثُلاث وثلث، ورُباع ومربع. إلى: عُشار ومعشر.
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية، وهو تكرير العدد
مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل ".
فإذا قلنا: جاء الطلبة أُحاد، أو موحد. كان أصلها التي تم العدل عنه:
جاء الطلبة واحدا واحدا. ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
72 ـ ومنه قوله تعالى: {جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} 1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين. وهي وصف لجمع المؤنث.
نحو: وصلتني رسائلُ أُخرُ. وأرسلت برسائل أُخرَ.
73 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر} 2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر "، إذ القياس فيه أن يقال: قرأت رسائل آخر.
كما يقال: قرأت رسائل أفضل. بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة، لذلك كان جمعه في قولنا: قرأت رسائل أُخر، إخراجا له عن صيغته الأصلية، وهذا هو المقصود بالعدل.
ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين:
¥