تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:49 م]ـ

3 ـ الصفة. نحو: شاهدت رجلا على دابته.

على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل.

4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه} 1.

في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما.

مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل، أو شبهه كما ذكرنا. نحو: ذهب محمد إلى السوق.

ونحو: علي ذاهب إلى السوق.

وإما أن يكون العامل محذوفا، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر، أو حصل، أو كان، أو مستقر، أو حاصل، أو كائن "، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر، أو حصل، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة، أو شبه جملة.

وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي، ومنها: الباء، واللام، وعن، وفي، ومن، وإلى، وعلى.

111 ـ نحو قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} 2.

وقوله تعالى: {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} 3.

وقوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} 4. وقوله تعالى: {وكفر عنا سيئاتنا} 5.

وقوله تعالى: {ويسارعون ي الخيرات} 6.

وقوله تعالى: {ويسخرون من الذين آمنوا} 7.

وقوله تعالى: {فحق علينا قول ربنا} 8.

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 204 البقرة. 2 ـ 17 البقرة.

3 ـ 61 التوبة. 4 ـ 61 الأنفال. 5 ـ 193 آل عمران.

6 ـ 114 آل عمران. 7 ـ 212 البقرة. 8 ـ 31 الصافات.

وقوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} 1.

والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو: إلى صراط.

وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة، أم متعدية بنفسها.

نحو قوله تعالى: {إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} 2.

وقوله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله} 3.

وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا، وفي أدب العرب شعرا، ونثرا.

غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء، أو التركيب اللغوي، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة.

والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا.

فعندما نقول: ذهب محمد إلى المدرسة، أو جاء الرجل من المسجد.

فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة. إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر، كما يعمل في المفعول به، ونحوه، وهذا هو الوجه الأيسر. ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى. إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل، أو ما شابهه، أو بالمحذوف كما أوضحنا.

ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به، ولا يجوز حذفه منه إلا لضرورة. نحو: مررت بأخي، ونزلت على محمد.

إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة.

واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه.

ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف، أو للاضطراد.

فالحذف للتخفيف، نحو: سافرت مكة، ودخلت المسجد.

فـ " مكة، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 09:49 م]ـ

ـ ومنه قول جرير:

تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام

والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها.

نحو: طمعت في أن أراك، وطمعت أن أراك.

ونحو: عجبت من أنك انقطعت عنا، وعجبت أنك انقطعت عنا.

كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة، وتارة بحرف الجر، ومنها: شكر، تقول: شكرتك، وشكرت لك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير