3 ـ أنه مصدر تشتهي، أي: حباً مثل حب الخير.
4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت، فلذلك تعدى بـ " عن ".
5 ـ أن حببت بمعنى لزمت.
6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء، والمعنى قعدت عن ذكر ربي، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول، أي: عن أن أذكر ربي، أو إلى الفاعل، والتقدير: عن أن يذكرني ربي.
145 ـ قال تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 37 الأحزاب.
وتخشى: الواو للحال أو عاطفة، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. الناس: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة تخشى في محل نصب حال، أو معطوفة على ما قبلها.
والله: الواو حالية أو عاطفة، وكونها حالية أحسن، والله مبتدأ مرفوع بالضمة.
أحق: خبر مرفوع بالضمة، والجملة الاسمية في محل نصب حال.
أن تخشاه: أن حرف مصدري ونصب، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، وأحق خبره مقدم عليه، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة.
146 ـ قال تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4 المنافقون.
وإن يقولوا: الواو حرف عطف، وإن حرف شرط جازم لفعلين، ويقولوا فعل
الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
تسمع: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت. لقولهم: جار ومجرور متعلقان بتسمع، وتسمع متضمن معنى تصغي، وقول مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها.
قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 15 الأحقاف.
ووصينا: الواو حرف استئناف، ووصينا فعل وفاعل.
الإنسان: مفعول به منصوب بالفتحة، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه.
بوالديه: جار ومجرور متعلقان بوصينا، ووالد مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
إحساناً: مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن، أي: وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله، والتقدير: وصيناه بهما إحساناً منا إليهما.
147 ـ قال تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 54 الدخان.
وزوجناهم: الواو حرف عطف، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به، والجملة عطف على يلبسون.
بحور: جار ومجرور متعلقان بزوجناهم. عين: نعت مجرور لحور.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:07 م]ـ
سادسا ـ المشبه بالمفعول به:
يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل.
نحو: محمد حسنٌ وجهُهُ.
فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة، والعائد إلى ما قبلها، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به.
فنقول: محمد حسنٌ وجهَهُ، أو: حسنٌ الوجهَ.
فـ " فوجهَهُ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها، ولا يصح نصبه على التمييز، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير، أو بـ " أل " التعريف، والتمييز لا يكون إلا نكرة.
سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به، أوأكثر، هما:
1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء ". نحو: كتبه، أرسله، كافأه.
إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير.
فلا نقول: ذهبته، وجلسته.
2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول ".
نحو: كتب ـ مكتوب، أكل ـ مأكول، ضرب ـ مضروب.
ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم، فلا نقول: مذهوب، ومجلوس.
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها، أو حذف المفعولين معا.
148 ـ فمثال الأول قوله تعالى: {اتخذوه وكانوا ظالمين} 1. أي اتخذوه إلها.
ـــــــــــــــ
1 ــ 148 الأعراف.
ومنه قول عنترة:
ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
فحذف أحد المفعولين، والتقدير: فلا تظني غيره حاصلا.
غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني، وهما معا كالاسم الواحد، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة.
ومثال الثاني: 149 ـ قوله تعالى: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} 1.
فالمفعولان محذوفان: أحدهما عائد للموصول، أي: تزعمونهم شركاء.
وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله: تزعمون أنهم شركاء. أي من " أن " ومعموليها، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا، بل على أن
وصلتها. 150 ـ ومنه قوله تعالى: {وإن هم لا يظنون} 2.
فحذف المفعولين، وحذفهما جائز، والتقدير: يظنون ما هو نافع لهم.
¥