ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:05 م]ـ
التضمين
نوع من المجاز، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين، وهو على وجه الخصوص: أن يتضمن فعل معنى فعل آخر، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا، وإن كان متعديا لمفعول به، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر.
والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة، ومنها على سبيل المثال الآتي: ـ
أتمَّ: 143 ـ نحو قوله تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 1.
تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا ".
أحب: 144 ـ نحو قوله تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 2.
فـ " حب " مفعول به لأحببت، لأنه تضمن معنى آثرت.
تخشى: 145 ـ نحو قوله تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} 3.
الناس " مفعول به لتخشى، لتضمنه معنى تستحي، أي: وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه.
سمع: 146 ـ نحو قوله تعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} 4.
فضمن تسمع معنى تصغي، فتعدى لمفعوله باللام في قوله: لقولهم.
ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي:
وصَّى: نحو قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} 5.
قيل: ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين، الثاني: إحسانا، وقيل مصدر {6}. زوَّج: 147 ـ نحو قوله تعالى: {وزوجناهم بحور عين} 7.
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1}.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:06 م]ـ
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام، وأن يكون للمخاطب، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن "، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
نحو: أتقول محمدا مسافرا، وأتقول أخاك ناجحا.
أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر، وهما في محل نصب مقول القول.
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا، ومن هذه الأفعال:
آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2}.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجمل ج4 ص210.
2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها.
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} 4 التوبة.
فأتموا: الفاء حرف عطف، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.
إليهم: جار ومجرور متعلقان بأتموا.
عهدهم: عهد مفعول به منصوب، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة.
إلى مدتهم: جار ومجرور، ومدة مضاف، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه.
144 ـ قال تعالى: {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي} 32 ص.
فقال: الفاء حرف عطف، وقال فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو. إني: إن واسمها في محل نصب.
أحببت: فعل وفاعل، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن. وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول.
وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها.
حب الخير: حب مفعول به للفعل أحببت، أو مفعول مطلق، وقيل مفعول من أجله، وحب مضاف، والخير مضاف إليه.
عن ذكر: جار ومجرور متعلقا بأحببت، وذكر مضاف.
ربي: مضاف إليه، ورب مضاف، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة.
وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها: 1 – أنه مفعول أحببت، لأنه بمعنى آثرت، و " عن " على هذا بمعنى " على "
2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد، والناصب له أحببت.
¥