ثانيا ـ إذما: حرف شرط جازم، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين، وبمنزلة " إنما ".
نحو: إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:17 م]ـ
25 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما "، كما أجاز ذلك في " حيث "، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا، فإنه يمكن الاستشهاد عليه
بقوله تعالى: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف} 3.
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم "، وجوابه " فأوا "، والله أعلم.
ب ـ أسماء الشرط:
أما أسماء الشرط فهي: من، ما، مهما، متى، أيان، أنى، أين، حيثما، كيفما، أي.
وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه.
1 ـ من: اسم شرط للعاقل، تربط بين فعل الشرط، وجوابه بذات واحدة عاقلة. نحو: من يحفظ القصيدة ينل درجة.
182 ـ ومنه قوله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} 1.
وقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} 2.
وقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} 3.
2 ـ ما: اسم شرط لغير العاقل، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة. نحو: ما تفعل من شيء يعلمه الله.
183 ـ ومنه قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها} 4.
وقوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يوف إليكم} 5.
وقوله تعالى: {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم} 6.
ومنه قوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} 7.
وقوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} 8.
3 ـ مهما: اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة، وإبهامه يجعله لغير العاقل. نحو: مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم.
183 ـ وقوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} 9.
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال: سألت الخليل عن " مهما " فقال: هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى. وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها
بقول زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن، و " من " زائدة، فتعين خلو الفعل من الضمير، والصحيح أن " مهما: اسم، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره: هي، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر، والمراد منها هنا الخليقة، فهي مفسرة
بمؤنث، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 09:17 م]ـ
(1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي:
نبئت أن أبا شُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
4 ـ متى: اسم شرط جازم يفيد الزمان، فهي تربط الجواب، والشرط بزمن واحد. نحو: متى تخلص في عملك تنل رضى الله.
27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
28 ـ وقول الآخر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
5 ـ أيان: اسم شرط للزمان المستقبل.
نحو: أيان تطع الله يساعدك. أيان تأتي تلق ما يسرك.
29 ـ ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
ومنه قول الآخر: بلا نسبة.
إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ
6 ـ أنّى: اسم شرط يفيد المكان، يربط الشرط والجواب بمكان واحد.
نحو: أنّى تدع الله تجده سميعا، ونحو: أنى تأته تأت رجلا كريما.
30 ـ قال الشاعر:
خليليَّ أنَّى تأتيانيَ تأتيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
¥