تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:58 م]ـ

أنواع الخبر:

ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي:

أولا ـ الخبر المفرد. وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد، أو اثنان، أو جمع. بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع، كما بينا سابقا في أحكام الخبر.

نحو: القمر منير. والطالبة مؤدبة.

فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا. نحو قوله تعالى: (كل شيء هالك) 2.

5 ـ ومنه قول لبيد:

وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها

وهم: مبتدأ مفرد مذكر. وربيع: خبر مفرد مذكر.

وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا.

ومنه قوله تعالى: (تلك آيات القرآن) 3.

ومنه قوله تعالى (والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) 4.

ونحو: محمد قادم. واللاعبان ماهران. والمعلمون مخلصون.

ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول، والتثنية كما في المثال الثاني، والجمع كما في المثال الثالث.

نحو قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب) 1.

وقوله تعالى: (وهذا ذكر مبارك) 2.

6 ـ ومنه قول طرفة:

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد

أنا الرجل: مبتدأ وخبر مفرد.

ومع المثنى قوله تعالى: (هذان خصمان) 3.

ومنه قول الفرزدق:

هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق

ومثال الجمع قوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون) 4.

ومنه قول الفرزدق:

هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف

ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا.

نحو: الشمس محجوبة، والجو بارد، والسماء ملبدة بالغيوم.

نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي: محجوبة، وبارد، وملبدة، جاءت أخبارا مفردة، وهي أوصاف مشتقة، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها: محجوبة هي، وبارد هو، وملبدة هي.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:59 م]ـ

كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز، أو الاسم الظاهر بعده.

نحو: محمد مسافر هو إلى القاهرة.

ونحو: الوردة عطرة رائحتها. ووالدي رحيم قلبه.

فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي: مسافر، وعطرة، ورحيم، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة، ورحيم.

ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره، وهذا ما عبروا عنه بقولهم: الخبر الجاري على غير صاحبه.

الشاب الشيخ مساعده هو.

ونحو: الطفل الأم مرضعته هي.

فالشاب مبتدأ أول، والشيخ مبتدأ ثان، ومساعد خبر المبتدأ الثاني، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول، لأن الشاب هو المساعد، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني.

وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير، وهو ما عبروا عنه بقولهم: إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له، وعلى غير من هو له، فيقع اللبس في المراد، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما، أي على المبتدأ الأول، أو على المبتدأ الثاني، وجب إبراز الضمير.

نحو: المعلم الطالب مكرمه.

فالمعلم مبتدأ أول، والطالب مبتدأ ثان، ومكرم خبر المبتدأ الثاني، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم، فسيكون الخبر جاريا على من هو له، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له.

ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما، وهذا ما يعرف بحالة اللبس، وجب استثارة الضمير، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له، وهو المبتدأ الثاني، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير