أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول، أي على المعلم، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول: المعلم الطالب مكرمه هو.
فالضمير " هو " عائد على المعلم. لوجود اللبس، وكذلك الحال إذا أمن اللبس.
نحو: طفل فاطمة مرضعته هي.
غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين، أي: إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس،
نحو: المعلم عائشة مكرمها هو. بإبراز الضمير " هو ".
أو: المعلم عائشة مكرمها. بدون إظهار الضمير " هو ".
ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط.
نحو: المعلم الطالب مكرمه هو.
وعند عدم اللبس لا يبرزونه
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة:
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله: " بانوها " ولم يبرز الضمير، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى، ولو أراد إبراز الضمير لقال: بانوها هم.
وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس.
ثانيا ـ الخبر الجملة:
يأتي خبر المبتدأ جملة، إما اسمية، وإما فعليه.
1 ـ الاسمية نحو: الثوب لونه ناصع، والحديقة أشجارها خضراء.
فالثوب مبتدأ أول، ولون مبتدأ ثان، وهو مضاف، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه، وناصع خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه "، وهو ضمير بارز.
20 ـ ومنه قوله تعالى: (أولئك مأواهم جهنم) 1.
وقوله تعالى: (وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) 2.
وقوله تعالى: (الله لا إله إلا هو) 3.
وقوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) 4.
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص:
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك: مبتدأ أول مرفوع بالألف، دمعهما: مبتدأ ثان، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه، وهو الرابط. سروب: خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
ومنه قول زهير:
وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ
2 ـ الفعلية نحو: العمل الطيب يرفع قدر صاحبه.
والأطفال يلعبون في الحديقة.
العمل مبتدأ، والطيب صفة، ويرفع فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، وقدر مفعول به، وصاحبه مضاف إليه، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط الضمير المستتر هو.
21 ـ ومنه قوله تعالى: (أولئك ينالهم نصيب من الكتاب) 1.
وقوله تعالى: (الله يبسط الرزق لمن يشاء) 2.
وقوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) 3.
وقوله تعالى: (كلتا الجنتين آتت أكلها) 4. 9 ـ
9 ـ ومنه قول لبيد:
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
والسن: الواو للحال، والسن مبتدأ. ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
10 ـ ومنه قول عنترة:
والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
الخيل: مبتدأ. تقتحم: فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:59 م]ـ
الرابط في الجملة الواقعة خبرا:
ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير، ولا يكون الكلام مفككا، ويكون الرابط واحدا مما يأتي:
1 ـ الضمير:
وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها، وقد يكون مقدرا.
نحو: التمر الكيلة بدينار. والقمح الكيس بخمسين ريالا.
22 ـ ومنه قوله تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) 1.
والتقدير: هي مأواه.
التمر مبتدأ، والكيلة مبتدأ ثان، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط هو الضمير المحذوف، وتقديره: التمر الكيلة منه بدينار.
2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة.
نحو: عملك هذا مشرّف.
عملك مبتدأ أول، ومضاف إليه، هذا مبتدأ ثان، ومشرف خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط اسم الإشارة.
ومنه قوله تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير) 2. في قراءة الرفع للباس.
وقوله تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار) 3.
3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم، أو التهويل، أو التحقير. نحو: الأمانة ما الأمانة. والإخلاص ما الإخلاص.
23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة) 4. ومنه بغرض التهويل قوله تعالى: (القارعة ما القارعة) 5.
وقوله تعالى: (الحاقة ما الحاقة) 1.
ونحو: الكاذب من الكاذب.
ومنه بغرض التحقير قوله تعالى: (وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة) 2.
وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط.
نحو: السيف ما المهند. والأسد ما الغضنفر.
4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه.
نحو: الأمانة نعم العمل. والخيانة بئس الرذيلة.
فالعمل يعم الأمانة وغيرها، فالأمانة داخلة في عموم العمل، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس.
ومنه قول ابن ميادة:
ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل؟ فأما الصبر عنها فلا صبر
الشاهد فيه قوله: " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره.
5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها
بالواو، أو بالفاء، أو بثم، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية.
فمثال الجملة المعطوفة بالواو: الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها.
ونحو: العمال بدأ العمل وأنجزوه.
ومثال المعطوفة بالفاء: الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس.
ومثال المعطوفة بثم: الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته.
¥