ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:01 م]ـ
6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ.
نحو: المدير يقف الطلاب إن حضر.
ونحو: المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل.
فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به.
نحو: هم رجال مجاهدون. ونحو: نطقي الله حسبي.
هم: ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول، ورجال مبتدأ ثان، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، ولا حاجة إلى رابط، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول.
ومنه قوله تعالى: (قل هو الله أحد) 1.
24 ـ وقوله تعالى: (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) 2.
وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما:
1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية. فلا يجوز أن نقول: خالد يا أكرم الناس.
على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد.
2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية:
لكن، وبل، وحتى.
وأضاف تعلب شرطا رابعا، هو: ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية.
وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا، هو: ألاّ تكون إنشائة.
والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ
نحو: علي والله إن زرته ليكرمنك.
كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ.
نحو: محمد أكرمه. واللص احبسه.
ثالثا ـ الخبر شبه الجملة:
هو ما ليس بمفرد ولا جملة. وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه.
1 ـ الخبر الجار والمجرور.
نحو: الكتاب في الحقيبة، والعلم في الصدور، والماء في الإبريق.
25 ـ ومنه قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) 1.
وقوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب) 2.
وقوله تعالى: (ذلك الفضل من الله) 3.
11 ـ ومنه قول عنترة:
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي: مبتدأ. به: جار ومجرور في محل رفع خبر.
2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين:
خبر طرف المكان. نحو: الجنة تحت أقدام الأمهات.
والطائر فوق الغصن. والقائد بين جنوده.
26 ـ ومنه قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) 4.
ومنه قوله تعالى: (والله عنده حسن التواب) 5.
ومنه قول عبدة بن الأبرص:
واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوب
دونها: ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه. لهوب: مبتدأ مؤخر.
12 ـ وقول الحارث بن حلزة:
ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
مع الجون: مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والجون مضاف إليه. عنود: مبتدأ مؤخر.
ومنه قول زهير:
وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا
وخبر ظرف زمان. نحو: الرحلة يومَ الخميس.
والصيام غدا. والسفر بعد أسبوع.
ومنه قول الفرزدق.
ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا
ويوماك: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، ويوم خبر مرفوع بالضمة.
ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني، وأسماء الذوات، أي عن الأسماء المحسوسة. مثال النوع الأول: الصدق فوق كل اعتبار.
والأمانة فضيلة.
ومثال النوع الثاني: الطائر فوق الشجرة.
ونحو: الجنة تحت ظلال السيوف.
27 ـ ومنه قوله تعالى: (الركب أسفل منكم) 1.
وقوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) 2.
ومنه قول الفرزدق:
بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ
بجيلة: اسم قبيلة، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، عند الشمس: ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر، وهو مضاف، والشمس مضاف غليه.
أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني.
نحو: العطلة يومَ الجمعة. والسفر بعدَ أسبوع.
وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك.
نحو: الليلةَ الهلال. واليومَ أمر. وغدا خمر.
ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة.
ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا.
نحو: الرجل غدا. ومحمدا الليلة. وأحمد بك، أو لك، وما شابه ذلك، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:01 م]ـ
وجوب تقديم الخبر:
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية:
1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور، أو الظرف. نحو: في المدرسة معلمون.
ونحو: عندنا ضيف. ويوم الخميس رحلة.
28 ـ ومنه قوله تعالى: (وعلى أبصارهم غشاوة) 1.
وقوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) 2.
وقوله تعالى: (لهم في الدنيا خزي) 1.
13 ـ ومنه قول الشاعر:
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
29 ـ ونحو قوله تعالى: (ولدينا مزيد) 2.
وقوله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم) 3.
وقوله تعالى: (بينهما برزخ) 4.
ومنه قول الشاعر:
عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا
والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة، وأن الخبر منتظر.
وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير.
نحو: صديق قديم عندنا. فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر.
ومنه قوله تعالى (وأجل مسمى عنده) 5.
2 ـ إذا كان الخبر استفهام، أو مضافا إلى استفهام، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام. نحو: كيف حالك. وابن من هذا. وأي ساعة السفر.
30 ـ ومنه قوله تعالى: (أين شركائي) 6.
وقوله تعالى: (أسحر هذا) 7.
وقوله تعالى: (متى هذا الوعد) 8.
¥