تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظا، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى.

وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم.

2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن، أو بئس.

نحو: نعم الرجل محمد. وبئس العمل الخيانة.

فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا، ومحمد خبره.

فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ، والجملة خبرا مؤخرا، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما.

حذف الخبر:

أولا ـ جواز الحذف:

يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين:

1 ـ بعد إذا الفجائية: نحو: وصلت فإذا المطر. وخرجت فإذا الأسد.

والتقدير: فإذا المطر منهمر. وإذا الأسد حاضر.

2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ، وذلك بعد السؤال. تقول: من غائب؟ فيقال في الجواب: عليّ. والتقدير: عليّ غائب.

وقد يكون الدليل غير ملحوظ، وإنما يدرك من السياق

16 ـ نحو قول الشاعر:

نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف

فنحن: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: راضون. أي: نحن بما عندنا راضون.

3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف.

نحو: محمد مجتهد وأحمد.

والتقدير: وأحمد مجتهد. فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه.

34 ـ ومنه قوله تعالى: (أكلها دائم وظلها) 1.

والتقدير: وظلها كذلك.

ثانيا ـ وجوب الحذف:

يجب حذف الخبر في المواضع التالية:

*1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم.

نحو: أيمن الله لأفعلن الخير. والتقدير: أيمن الله قسمي.

ونحو: لعمرك لأشهدن الحق. والتقدير: لعمرك قسمي.

35 ـ ومنه قوله تعالى: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) 2.

17 ـ ومنه قول معن بن أوس:

لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ

ومنه قول زهير:

لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقالي

ومنه قول امريء القيس:

لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد

فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها. والتقدير:

لعمرك قسمي.

فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره،

جاز حذف الخبر وإثباته. نحو: عهد الله لتصدقن بما عندي.

ونحو: عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي.

ففي المثال الأول حذف الخبر، وفي الثاني أثبته وهو: عليّ الجار والمجرور.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:04 م]ـ

ومنه قول زهير:

ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار

فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب

ونحوها، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل.

نحو: لولا العدو سالمنا ما سلم. ونحو: والطالب يعمل واجباته في منزله.

ونحو: الطيور مغردة فوق الأغصان.

فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره.

نحو: لولا مساعدوه لفشل. أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل.

ونحو: الأطفال في المدرسة. أو الأطفال موجودون في المدرسة.

3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه.

مثال النوع الأول: تشجيعي الطالب متفوقا.

والتقدير: تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه.

ومنه قوله تعالى: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) 1.

كلمته: مبتدأ، وألقاها حال سدت مسد الخبر، والعامل فيها معنى: كلمته.

والتقدير: كأنه قال: منشؤه ومبتدعه. ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "

المحذوفتين، فإذا ظرف للكلمة، وكان تامة، و" ألقاها " حال من فاعل كان. وهو مثل قولهم: ضربي زيدا قائما. ومثال الثاني: أفضل صلاة العبد خاشعا.

والتقدير: أفضل صلاة العبد عند خشوعه.

ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح، كما في الأمثلة السابقة، أو مؤول.

نحو: أفضل ما تساعد المحتاج مستترا.

والتقدير: أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة.

كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا، والحال الجملة.

نحو: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها:

خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان

فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل، وقد سدت مسده، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا. نحو قولنا: تشجيعي الطالب متفوقٌ.

أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها.

نحو: تشجيعك المتفوق واجب. وعقابك المهمل شديد.

4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع ".

نحو: كل رجل وعمله. وكل طالب وزميله.

والتقدير، متلازمان، أو مقرونان.

37 ـ ومنه قوله تعالى: (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين) 1.

قال الزمخشري: يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم:

كل رجل وضيعته. فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله: " إنكم وما تعبدون "، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر، لأن معناه: إنكم مع ما تعبدون.

ويقول العكبري: " وما تعبدون " الواو عاطفة، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "

إذ لا فعل هنا.

وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم: كل رجل وضيعته.

فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر.

كقول الشاعر:

تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير