تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا، ولم يرد عملها في القرآن، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه.

38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب:

وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا "، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها.

أما قوله تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 1.

فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2}.

و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف "، و " لا " لا عمل لها، وعلتهم في ذلك قوله تعالى: ولا هم يحزنون، أن ما بعد " لا " معرفة،

و " لا " لا تعمل إلا في النكرة، فحملوا الأول على الثاني.

أي حملوا قوله تعالى: لا خوف عليهم، على قوله تعالى: ولا هم يحزنون.

وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط. فقد يأتي اسمها معرفة، وخبرها نكرة، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي:

وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا

ومنه قول المتنبي:

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

وعلى ذلك حملت الآية السابقة: ولا هم يحزنون.

والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي: ولا أنا باغيا، و: فلا الحمد مكسوبا.

حيث عملت " لا " عمل ليس، واسمها ضمير، والضمير أعرف المعارف، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل. و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان.

وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف؛ لأن " لا " للنفي مطلقا، و " ليس " لنفي الحال ليس غير.

2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد.

ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها.

فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً. برفع المبتدأ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة، والتفي في هذه الحالة ليس عاما، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها، بل يكون واحدا أو أكثر، وكأننا قلنا: ليس رجلٌ مسافراً، بل رجلان أم ثلاثة.

وإذا قلنا: لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً. بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا. إذ لا يصح أن نقول: لا رجلَ مسافر ولا امرأة، بل رجلان؛ لأن المنفي وقع على الجميع، فلا يستثني منهم أحد.

وقد قرئ قوله تعالى: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} 1.

بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة.

3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار.

نحو قوله تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 2.

وقوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} 1.

4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام.

نقول: ألا رجل محسنا إلى للفقير، ألا طالب فائزا في المسابقة.

5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب:

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

الشاهد: بمغن، فقد زيد الباء قبل خبر لا.

6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم: أ، ب، ج، د.

ثالثا ـ لات.

هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ، الغرض من زيادتها المبالغة.

وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع، ولم تتمكن تمكنها، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة، والإخبار عن الغائب.

ويشترط في عملها الشروط الآتية: ـ

1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين ".

2 ـ أن يحذف اسمها، أو خبرها، والغالب حذف اسمها.

73 ـ نحو قوله تعالى: {ولات حين مناص} 2.

والتقير: ولات الحينُ حينَ مناص. أي: ليس الحين حين مهرب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير