تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

39 ـ ومنه قول قول الشاعر*:

ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم

الشاهد: ولات ساعة. فقد عملت ساعة في الخبر؛ لأنه ظرف زمان، ولكنه ليس بلفظ الحين.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:34 م]ـ

تنبيهات وفوائد

1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا "، ولكنها جاءت مجرورة، وهذا شاذ في كلام العرب، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم، وهو في الغالب ما يكون محذوفا، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان. فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1}.

وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة، وهي: لعل، ومتى، ولولا وغيرها.

ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات، 40 ـ قول المنذر بن حرملة *:

طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء

الشاهد: ولات أوان. بجر أوان وتنوينها، أي: ليس الجر جر بناء.

فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت.

ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي:

لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ

الشاهد: لات مصطبرٍ، ولات مقتحمِ. حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات.

والجر كما ذكرنا: إما على إضمار حرف الجر " من "، وهو الوحه الحسن، أو على لغة بعض القبائل.

2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء، أو الفاعلية.

كقول شمردل الليثي:

لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ

الشاهد: لات مجير. برفع مجير؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما.

والتقدير: لات له مجير، أو لات يحصل مجير.

3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها، فلم تقو على العمل في معمولين، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1}.

4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره: لات أرى حين مناص، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف، والتقدير: لات حينُ مناص كائن لهم. والله أعلم.

رابعا ـ إن:

حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين. نحو: إن معلمٌ حاضراً.

بل جاز في اسمها التعريف، وفي خبرها التنكير. نحو: أن محمدٌ قائماً.

وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب، 74 ـ نحو: إن أحدٌ خيراً من أحد.

وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا، فإن انتقض أهملت.

75 ـ نحو قوله تعالى: {إن هذا إلا ملك كريم} 1.

وقوله تعالى: {إن هذا إلا أساطير الأولين} 2.

وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها، أو معموله على اسمها. فلا يصح أن نقول: إن موجودا أخوك، ولا: إن عمله خالد مشكورا.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:35 م]ـ

فوائد وتنبيهات

1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم، وهي بذلك تكون للنفي فقط، وتدخل على الجمل الاسمية، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية.

نحو: إن محمد ٌ مجتهدٌ. برفع المبتدأ، والخبر.

ومنه قوله تعالى: {إن أنت إلا نذير} 3.

وقوله تعالى: {إن نحن إلا بشر مثلكم} 4.

وقوله تعالى: {إن في صدورهم إلا كبر} 5.

والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا.

ومثال دخولها على الجمل الفعلية، 76 ـ قوله تعالى: {إن أردنا إلا الحسنى} 6.

وقوله تعالى: {إن يقولون إلا كذبا} 7.

2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة. نحو قوله تعالى: {وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ} 8.

وقوله تعالى: {وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون} 9.

غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا "، أو " لمَّا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير