ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:41 م]ـ
6 ـ تتصل بها نون الوقاية، كما أنها تتصل بالفعل.
نحو: إنني، وليتني، وكأنني. ونقول في الفعل: أكرمني، وكافأني، وأعطاني.
عدد الأحرف المشبهة بالفعل.
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ "، و " أنَّ " حرف واحد، والصحيح أن كلا منهما حرف.
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به.
أولا ـ إنَّ وأنَّ: يفيدان التوكيد. 85 ـ نحو قوله تعالى: {وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس} 1.
وقوله تعالى: {اعلموا أنَّ الله شديد العقاب} 2.
50 ـ ومنه قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ كأن: تفيد التشبيه. نحو: كأن عليا أسد.
ونحو قوله تعالى: {كأن في أذنيه وقرا} 3.
86 ـ وقوله تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} 4.
51 ـ ومنه قول لبيد:
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ لكنَّ: تفيد الاستدراك والتوكيد. نحو: أخوك عالم لكنه بخيل.
وقوله تعالى: {إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون} 5.
87 ـ وقوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد} 6.
ومنه قول عمرو بن كلثوم:
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا: لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز.
ونحو: لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني.
رابعا ـ ليت: تفيد التمني، وهو طلب ما لا طمع فيه. نحو: ليت الجو دافئ.
88 ـ ونحو قوله تعالى: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} 1.
وقوله تعالى: {يا ليت قومي يعلمون} 2.
ومنه قول الفرزدق:
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ لعل: تفيد الترجي، وهو توقع الأمر المحبوب. نحو: لعل الله يرحمنا.
ومنه قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} 3.
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا، فتكون بمعنى " كي ".
89 ـ نحو قوله تعالى: {إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} 4.
وقوله تعالى: {لعلكم ترحمون} 5.
والمعنى في الآيتين: لكي تعلموا معانيه، وكي ترحموا.
وتفيد الإشفاق نحو: لعل المريض مشرف على نهايته.
ونه قوله تعالى: {لعلنا نتبع السحرة} 6، وقوله تعالى: {لعل الساعة قريب} 7.
عمل الحروف الناسخة.
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها، والرفع في الخبر، ويسمى خبرها، ولكن بشروط هي: ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام.
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة.
أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام، كأسماء الاستفهام، والشرط: من، ما، مهما، كيف، كيفما، أين، أينما، متى ... إلخ.
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها.
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية، أو لا تعمل.
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إنما الأعمال بالنيات ".
ومنه قوله تعالى: {إنما هو إله واحد} 1.
وقوله تعالى: {إنما نحن مصلحون} 2.
وقوله تعالى: {إنما يأكلون في بطونهم نارا} 3.
وقوله تعالى: {وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} 4.
وقوله تعالى: {فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم} 5.
وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت} 6.
52 ـ ومنه قول الشاعر:
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو: لعلما المريضُ يشفى، ولعلما ينظر في الأمر.
ونحو: الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ.
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا.
53 ـ نحو قول الشاعر:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت، والحمام خبر ليت مرفوع، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ، والحمام خبره.
أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة ".
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ، وهو على ثلاثة أنواع: ـ
1 ـ خبر مفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة.
نحو: محمد مجتهد، والطالبان فائزان، والمعلمون قادمون.
90 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله غفور رحيم} 1. وقوله تعالى: {إنكم متبعون} 2.
وقوله تعالى: {إن المنافقين كاذبون} 3.
وقوله تعالى: {ولكن الله ذو فضل على العالمين} 4.
وقوله تعالى: {كأنها كوكب دري} 5.
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد، أم المثنى، أم الجمع.
2 ـ جملة بنوعيها:
أ ـ جملة اسمية. نحو: إن الحديقة أشجارها باسقة، ولعل العمال عملهم مثمر.
91 ـ ونحو قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله} 6.
وقوله تعالى: {ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض} 7.
ب ـ جملة فعلية: نحو قوله تعالى: {إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا} 8. وقوله تعالى: {لعلكم تفلحون} 9.
¥