تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده، أو لتبين نوعه، أو مرادفه، أو صفته، أو عدده، وغيرها من الأنواع الأخرى، ولكنها غير مشتقة من لفظه، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق، ولها أحكامه، فهي منصوبة مثله. وسنتحدث عنها بالتفصيل:

1 ـ مرادف المفعول المطلق.

نحو: فرحت جذلا. ووقفت نهوضا.

فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح: فرحا.

الذي لم يذكر في الجملة، وذكر مرادفه عنه.

وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو: وقوفا.

ونحو: سرت مشيا، وجريت ركضا، وأكرهه بغضا. وقعدت جلوسا.

غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له، لأن القعود يكون من قيام،

أما الجلوس فيكون من اتكاء. (1).

66 ـ ومنه قوله تعالى: {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} 2.

2 ـ ينوب عنه أسم المصدر.

واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي، وكان أقل منه أحرفا نحو: أعنته عونا.

فعونا نائبا عن المفعول المطلق، وليس مفعولا مطلقا، لأنه ليس مشتقا من الفعل

أعان المذكور في الجملة، والذي مصدره: إعانة، وإنما هي مصدر الفعل: عان.

ومنه: اغتسلت غسلا، وأعنته عونا، وأعطيته عطاء، وكلمته كلاما.

67 ـ ومنه قوله تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} 3.

وقوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} 4.

ــــــــــــ

1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني.

2 ـ 17 الطارق. 3 ـ 37 آل عمران. 4 ـ 17 نوح.

4 ـ ملاقيه في الاشتقاق. وهذا يختلف عن اسم المصدر، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي.

68 ـ نحو قوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلا} 1.

فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق.

30 ـ ومنه قول امرئ القيس:

فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ

4 ـ صفة المصدر المحذوف.

نحو: ضحكت كثيرا.

فكثيرا: نائب عن المفعول المطلق المحذوف، وهو في الأصل صفة له، كما لو قلت: ضحكت ضحكا كثيرا.

ومنه: صرخت عاليا، وسرت سريعا، وهاجمته عنيفا، ومشيت حثيثا.

69 ـ ومنه قوله تعالى: {واذكروا الله كثيرا} 2.

وقوله تعالى: {واذكر ربك كثيرا} 3.

5 ـ لبيان نوعه.

نحو: رجع العدو القهقرى.

فالقهقرى: نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل.

والأصل: رجع العدو رجوع القهقرى.

ومنه: جلست القرفصاء، وسرت الهوينى.

6 ـ لبيان عدده.

نحو: صليت ركعتين.

ركعتين: نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده، وليس مفعولا مطلقا، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو: صلى.

ـــــــــ

1 ـ 8 المزمل. 2 ـ 10 الجمعة.

3 ـ 41 آل عمران.

ومنه: قرعت الجرس ست مرات. يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة.

فستين: نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده، ودورة: تمييز منصوب.

70 ـ ومنه قوله تعالى: {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} 1.

7 ـ ما يدل على آلته.

نحو: ضربت المهمل عصا. عصا نائب عن المفعول المطلق، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل. والأصل: ضربت المهمل ضربة عصا.

ومنه: ركلت الكرة رجلا. وضربت الكرة رأسا. ورشقنا العدو قنبلة.

8 ـ الإشارة إليه.

نحو: أقدره هذا التقدير.

هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق.

التقدير: بدل منصوب من اسم الإشارة، وهو في الأصل المفعول المطلق.

ومنه: غضبت ذلك الغضب. وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية.

9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق.

نحو: أحترمه كل الاحترام.

كل: أضيفت إلى المفعول المطلق، فصارت نائبة عنه، وأخذت حكمة وهو النصب.

ونحو: أسفت بعض الأسف. وقصرت بعض التقصير.

وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه.

71 ـ ومنه قوله تعالى: {فلا تميلوا كل الميل} 2.

وقوله تعالى: {ولا تبسطها كل البسط} 3.

31 ـ ومنه قول الشاعر:

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا

ــــــــــــ

1 ـ 3 النور. 2 ـ 129 النساء.

3 ـ 29 الإسراء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير