10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق.
نحو: كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل.
فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة ".
والأصل: لم أكافئ المكافأة، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق، وليس مفعولا به. ومنه: سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري.
72 ـ ومنه قوله تعالى: {فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} 1.
11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق.
وهي: أفضل، أجود، أحسن، أتم … إلخ.
نقول: اجتهدت أفضل الاجتهاد. واجتهدت أجود الاجتهاد.
واجتهدت أحسن الاجتهاد. واجتهدت أتم الاجتهاد، أو تمام الاجتهاد.
فكل من كلمة: أفضل، وأجود، وأحسن، وأتم، وتمام، جاءت نائبة عن المفعول المطلق، لكونها أضيفت إليه.
12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما، وأي الاستفهاميتان.
نحو: ما كافأت الفائز؟ وما كتبت؟ وأي شراب تناولت؟ ونحو: أي عمل تعملُ؟
73 ـ ومنه قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} 2.
13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات.
نحو: ما تفعل أفعل. ومهما تقرأ أقرأ. وأي رياضة تمارس تفدك.
14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر.
نحو: اجتهد أي اجتهاد. والتقدير: اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد.
وأصل " أي " صفة للمصدر.
ــــــــــــ
2 ـ 115 المائدة. 3 ـ 227 الشعراء.
حذف عامل المفعول المطلق:
يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي:
أولا: حذف العامل جوازا:
1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع، والمبين للعدد، وذلك في الجواب عن السؤال. كأن يقال لك: كيف سبحت؟ فتقول: سباحة جيدة.
أي: سبحت سباحة جيدة.
ونحو: كيف قرأت؟ فتقول: قراءة متأنية. أي: قرأت قراءة متأنية.
وكأن يقال لك: كم سافرت؟ فتقول: سفرتين. أي: سافرت سفرتين.
ونحو: كم قفزت؟ فتجيب: قفزتين، أو ثلاث. أي: قفزت قفزتين، أو ثلاث.
2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها.
كأن تقول لمن قدم من الحج: حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.
وأنت تريد: حججت حجا مبرورا، وسعيت سعيا مشكورا.
غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة.
أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه، لأنه في حاجة إلى توكيد، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا:
يجب حذف عامل المفعول المطلق، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية:
1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله.
نحو: سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا، وإما شهادة.
ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا.
والتقدير: فإما تفوز فوزا، وإما تستشهد شهادة.
2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين (شخص).
نحو: محمدٌ قياما قياما.
فقياما الأولى: مفعول مطلق. وقياما الثانية: توكيد لفظي.
وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره: يقوم. والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ: محمد. ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ. لأن محمد ليس السير نفسه، بل هو صاحبه. أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل: محمدٌ قيامٌ.
32 ـ ومنه قول الخنساء:
ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار
3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا.
نحو: ما يوسف إلا اتكالا.
والتقدير: إلا يتكل اتكالا.
وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ، لأن يوسف ليس الاتكال، وإنما هو صاحبه.
4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة.
نحو: هذا صديقي حقا. ولم أفعله البتة. وهذا عملي فعلا. وله عليّ ألف عرفا.
وأحمد صديقي قطعا.
والتقدير: أحق حقا، وأبت البتة، وأفعل فعلا، وأعرف عرفا، وأقطع قطعا.
وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة.
¥