تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:35 م]ـ

الفصل الرابع

المفعول فيه " الظرف "

تعريفه: اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه، متضمن معنى " في ".

نحو: حضرت اليوم لزيارتكم، وأقمت في مكة أسبوعا، ومنه قوله تعالى:

1 ـ {وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا}

وقوله تعالى: {وبنينا فوقكم سبعا شدادا} 2.

العامل في المفعول فيه:

العامل فى الظرف هو الفعل كما في الأمثلة السابقة، ويعمل فيه غير الفعل مما يشبهه وهو:

1 ـ المصدر، نحو: حضورك اليوم مدعاة للخير، ونحو: جلوسي غدا في البيت يدخل البهجة على أطفالي.

28 ـ ومنه قوله تعالى: {وما ظَنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة} وقوله تعالى: {فويل يومئذ للمكذبين} 4.

فالظروف في النماذج السابقة وهى: " اليوم، وغدا، ويوم القيامة، ويومئذ " نجد أن الذي عمل فيها النصب هو المصدر: " حضور، وجلوس، وظن، وويل ".

2 ـ اسم الفاعل، نحو: أنا قادم الساعة، ومسافر يوم الجمعة، 29 ـ ومنه قوله تعالى: {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية}" فالساعة، ويوم الجمعة " كل منهما عمل فيه اسم الفاعل " قادم، ومسافر، وواهية ".

ـــــــــــــــــ

1 ـ 34 لقمان. 2 ـ 12 النبأ.

3 ـ 60 يو نس. 4 ـ 11 الطور.

5 ـ 16 الحاقة.

3 ـ اسم المفعول، أنت محمود غدا في عملك، وأنا مرهق اليوم.

ويجوز أن يكون منه:

30 ـ قوله تعالى: {ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم

يقوم الناس لرب العالمين} 1. " فغدا " العامل فيه اسم المفعول " محمود "، و " اليوم " العامل فيه " مرهق "، " ويوم " في الآية الثانية ظرف يجوز أن يكون عامله مقدر أي: يبعثون يوم يقوم الناس، ويجوز أن يكون عامله اسم المفعول " مبعوثون "، وقال بعضهم إنه بدل من يوم عظيم لكنه بُني {2}.

4 ـ الصفة المشبهة، نحو: على حليم عند الغضب، وشجاع عند المكاره.

فالظرف " عند " العامل فيه الصفة المشبهة " حليم، وشجاع ".

حذف عامل المفعول فيه " أو ما يتعلق به "

المفعول فيه يكون منصوبا دائما، وناصبه هو اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه، كما بينا ذلك في موضعه، ولهذا اللفظ حالات ثلاث هي:

1 ـ أن يكون العامل مذكورا في الجملة:

نحو: جلست في الحديقة ساعة، وانتظرت صديقي لحظة.

فعامل الظرف في المثالين السابقين هو الفعل " جلس، وانتظر "، وهذا العامل مذكور في الجملة المشتملة عللا الظرف، يستوي في ذلك أن يكون العامل هو الفعل أو شبهه. 2 ـ أن يكون العامل محذوفا جوازا: وذلك إذا كان خاصا، ودل عليه دليل، كما هو الحال في جواب الاستفهام.

كأن تقول: متى جئت؟، فيكون الجواب يوم الخميس.

وكم قطعت من مسافة؟، فتقول: ميلين، أو ميلا أو كيلا ... الخ.

ــــــــــــــــــ

1 ـ 4، 5، 6 المطففين.

2 ـ انظر البحر المحيط ج3 ص 439 وما بعدها، والعكبري ج2 ص23.

ففي الأمثلة السابقة أن ما يتعلق به الظرف جاز لك حذفه، كما هو موضح في الأمثلة، وكذلك يجوز لك إتباثه، كأن تقول: جئت يوم الخميس، وقطعت ميلين أو ميلا.

3 ـ أن يكون العامل محذوفا وجوبا:

يحذف عامل الظرف في عدة مواضع، وذلك إذا كان كونا عاما يصلح أن يراد به كل حدث: ككائن، أو موجود وحاصل، وكان ووجد وحصل، أو مضارعها، خاصة إذا كان الظرف متعلقا بمحذوف صلة الموصول، لأن متعلق الصلة لا يقدر إلا فعلا.

والمواضع التي يحذف فيها عامل الظرف وجوبا هي:

أ ـ إذا وقع الظرف صفة، نحو: جلست بصحبة رجل عندك.

ونحو: رأيت عصفورا فوق الغصن، ومنه قوله تعالى: {هم درجات عند الله} 1.

عند من أجاز أن يكون الظرف " عند الله " متعلق بمحذوف صفة " لدرجات ".

ب ـ إذا وقع حالا، نحو: مررت بمحمد عنك، ورأيت الهلال بين السحاب.

" فعندك، وبين السحاب " قد تعلق كل منها بمحذوف حال، وبذلك وجب حذف المتعلق به " العامل "، والتقدير: مررت بمحمد الجالس عندك، ورأيت الهلال الكائن بين السحاب.

ج ـ إذا وقع خبرا، نحو: عليّ عندك، والطائر فوق الغصن، والنهر أمامك، وتقدير العامل المحذوف: كائن عندك، ومستقر فوق الغصن، وموجود أمامك.

د ـ إذا كان صلة، نحو: صافحت الذي عندك، وسرني الذي معك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير